قال رئيس الشيشان، رمضان قديروف، الخميس 28 يونيو/حزيران 2018، إن لاعب كرة القدم المصري ونادي "ليفربول" الإنكليزي، محمد صلاح "وعده بزيارة الشيشان بعد انتهاء بطولة كأس العالم".
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها قديروف لصحيفة "إزفيستيا" الروسية اليومية (خاصة)، رداً على سؤال عما إذا كان دعا صلاح لزيارة الشيشان مستقبلاً، حسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء (خاصة). وأضاف قديروف: "صلاح قال إن الشيشان أعجبته كثيراً، وإنه سيعود إليها لتمضية عدة أيام في البلاد".
وأهدى الرئيس الشيشاني الجمعة 22 يونيو/حزيران، محمد صلاح، وسام "المواطنة الفخرية الشيشانية". ووفق تقارير محلية، يسمح وسام "المواطنة الفخرية الشيشانية" لحامله التمتع بكافة مزايا المواطنين الشيشانيين.
وانتقدت الصحف الإنكليزية بشدة احتفاء "قديروف" بمو صلاح (لقب محمد صلاح)، واستضافة الشيشان لبعثة المنتخب المصري في كأس العالم، واعتبرته "استغلالاً سياسياً" للاعب.
وفي 12 يونيو/حزيران، قالت منظمة "العفو الدولية" (مقرها لندن)، إن ما حدث لصلاح، واستضافة قديروف عبارة عن "عملية غسيل سمعة بشكل رياضي"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
يذكر أن منتخب مصر، ودَّع بطولة كأس العالم 2018 بعد خسارته 3 مباريات أمام أوروغواي وروسيا والسعودية، وتذيّله قائمة المجموعة، بإجمالي هدفين من إحراز محمد صلاح.
غضب في ليفربول من نجمهم الأول
وتلقى مسؤولو ليفربول الإنكليز بغضبٍ بالغ، نبأ تكريم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لنجم الفريق المصري محمد صلاح، ومنح اللاعب حق المواطنة "الجنسية الفخرية" الشيشانية.
وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن أحد مسؤولي ليفربول هاتف محمد صلاح، صباح السبت 23 يونيو/حزيران، وأكد له أن قبول التكريم كان "خطأً كبيراً"، لأن قديروف ينظر له على نطاق أوروبي واسع كمتعدّ على حقوق الإنسان ومجرم حرب.
وأوضحت المصادر أن محمد صلاح شعر بصدمة شديدة حينما تلقَّى المكالمة، وأكد لمسؤول ليفربول أنه "لا يفقه أي شيء في السياسة"، ولم يكن يعلم أياً من هذه المعلومات.
وأشار صلاح للمسؤول أن الاتحاد المصري لكرة القدم أصرَّ أن يحضر اللاعب ورفاقه هذا الحفل ويتلقَّى هذا التكريم، الذي اعتبره النجم المصري مثل أي تكريم، ولم يكن يعلم أنه سيقع ضحية أي دعاية سياسية.
وأبدى مسؤول ليفربول لصلاح تخوفه الشديد من أن تفتح الصحف الإنكليزية النار على اللاعب بعد هذا التكريم، ما سيكون سبباً في زعزعة شعبيته الكبيرة للغاية في المملكة المتحدة.
والاتحاد الدولي يفتح تحقيقاً
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إنه ينوي الاستيضاح عن الأسباب التي دفعت لاعب المنتخب المصري محمد صلاح للتغيب عن المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة التي خسرها "الفراعنة" أمام السعودية 1-2، الإثنين 25 يونيو/حزيران، في ختام منافسات المجموعة الأولى لكأس العالم 2018.
وأكد الممثل الرسمي لـ"فيفا" فتح تحقيق بشأن غياب صلاح عن المؤتمر الصحفي، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي سيتعامل مع الأمر وفقاً للقواعد المتبعة.
لوائح كأس العالم تنصّ على ضرورة حضور المدير الفني لكلّ منتخب وأفضل لاعب للمؤتمر الصحفي بعد كل مباراة، لإتاحة الفرصة لوسائل الإعلام لمحاورتهما.
وفي حال تغيّب المدير الفني أو أفضل لاعب عن المؤتمر الصحفي، يقوم الاتحاد الدولي عادةً بفرض غرامات مالية على المتخلفين دون عذر.
ويبدو أن صلاح (26 عاماً)، الذي اختير كأفضل لاعب في إنكلترا الموسم الماضي، يعيش أزمة حقيقية مع منتخب بلاده، إذ أشارت تقارير إعلامية إلى عزمه اعتزال اللعب دولياً، بعد تكريمه من الرئيس الشيشاني، في بادرةٍ أزعجت إدارة فريقه ليفربول الإنكليزي.