قالت وكالة "يونهاب" للأنباء، اليوم الأحد 17 يونيو/حزيران 2018، إنّ الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية، تعتزمان إعلان تعليق المناورات العسكرية المشتركة بينهما هذا الأسبوع.
وأوضحت الوكالة نقلًا عن مسؤول حكومي في سيول – لم تذكر اسمه – قوله إنّ مسؤولين عسكريين من كلا البلدين يعقدون اجتماعات مكثفة في هذا الخصوص.
وأضاف المسؤول الكوري، أنّ وزارتي دفاع سيول وواشنطن ستعلنان في بيان مشترك عن قرار تعليق المناورات المشتركة هذا الأسبوع.
ونقلت الوكالة أيضاً عن مصدر في حكومة كوريا الجنوبية قوله إن "التعليق سيؤثر على المناورات المشتركة الكبرى فحسب دون التأثير على التدريبات العسكرية الروتينية".
وعقب قمتهما التاريخية في سنغافورة في 12 يونيو/حزيران الجاري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحفي مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أنه سيوقف المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين سيول وواشنطن.
ولطالما شكلت تلك المناورات عامل قلق لكوريا الشمالية، كما أن الولايات المتحدة كانت تلجأ إليها لإيصال رسائل سياسية وعسكرية لبيونغ يانغ.
وقال ترمب في وقت سابق إن تكاليف هذه المناورات باهظة جداً، وأن بلاده تتكفل بالقسم الأكبر من هذه التكاليف.
وتضمن البيان المشترك الموقّع عقب اللقاء، التزاماً من بيونغ يانغ، بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، مقابل التزام الولايات المتحدة بأمن كوريا الشمالية.
القوات خارج إطار المفاوضات
وعلى الرغم من هذا القرار الكبير لأميركا وكوريا الجنوبية، إلا أن مسؤولاً كبيراً في مكتب الرئاسة بكوريا الجنوبية، أكد أن القوات الأميركية في بلاده ليست جزءاً من المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لأنها مسألة تخص التحالف بين واشنطن وسيول.
ويتمركز في كوريا الجنوبية نحو 28500 جندي أمريكي منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 والتي انتهت بهدنة دون توقيع اتفاق سلام، مما جعل البلدين في حالة حرب حتى الآن من الناحية الفنية.
وأضاف المسؤول الكوري الجنوبي الذي قالت وكالة رويترز إنه طلب عدم نشر اسمه: "دعوني أكون واضحاً معكم. لا توجد مناقشات ولا تغيير للموقف بشأن مسألة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية".
وذكر المسؤول أن كوريا الشمالية والولايات المتحدة بحثتا أيضاً قبل قمة ترمب وكيم جونغ هدف تحقيق "نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية" مبكراً. ولم يذكر تفاصيل أخرى.
وأضاف أن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية "أعادت" المفاوضات المتوقفة بشأن نزع السلاح النووي، معرباً عن أمله في أن تساهم كوريا الجنوبية في جعل هذه العملية أسرع.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي كلفه ترامب بقيادة المفاوضات عقب القمة، قال إن الولايات المتحدة تأمل في إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية في غضون عامين ونصف العام.
وذكر بومبيو أن العقوبات الصارمة ستظل مفروضة على كوريا الشمالية حتى تتم عملية نزع السلاح النووي في تعارض فيما يبدو مع رؤية بيونجيانج بأن العملية التي جرى الاتفاق عليها خلال قمة هذا الأسبوع ستكون تدريجية ومتبادلة.
وذكر المتحدث الرئاسي الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية اقترحت على سول، على سبيل التجربة، نزع السلاح في المنطقة الأمنية المشتركة في بانمونجوم وهو الموقع الوحيد في المنطقة المنزوعة السلاح الذي يقف فيه جنود البلدين وجها لوجه تقريبا.
مخاوف حول الاتفاق
ورحب الإعلام الأميركي بالبيان المشترك، والمصالحة بين البلدين، لكنه كان حذراً بشأن مستقبل وتطبيق الاتفاق. وانتقدت وسائل الإعلام الأميركية البيان لعدم تضمنه خطوات ملموسة وعدم تطرقه لبعض المسائل المهمة وكيفية تطبيقه.
ورأت صحيفة Washingtonpost أن القمة منحت الأمل لتحقيق نجاح لكنها لم تقدم ضمانات. وأشارت إلى أن البيان المشترك لم يتضمن تعهدات ملموسة لتخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي.
من جانبها، شددت صحيفة The New York Times أن ترمب وكيم التقيا في طريق مشترك وانطلقا في مرحلة جديدة. مشيرة إلى أن البيان المشترك يتعهد بالتخلي عن البرنامج النووي لكنه لا يتضمن التفاصيل.
أما صحيفة The Wall Street Journal نقلت خبر القمة تحت عنوان "ترمب وكيم، بدء مرحلة دبلوماسية جديدة". مشيرة إلى أن البيان المشترك لم يتضمن تفاصيل تطهير شبه الجزيرة الكورية من الأنشطة النووية، إلا أنه سينهي المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية.
في حين CNN علقت على البيان تحت عنوان "ترمب لا يستطيع الحصول على المزيد من كيم". مشيرة إلى أن البيان لم يستطع انتزاع تنازلات جديدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي لبيونغ يانغ، ولا يتطرق إلى سجل حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
حديث بين ترمب وكيم
ويوم الجمعة الفائت قال الرئيس الأمريكي ترمب، إنه يعتزم الاتصال بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اليوم الأحد 17 يونيو/ حزيران 2018.
وأشار ترمب في مقابلة مع شبكة Fox News عندما سئل عما يعتزم فعله في عيد الأب "في حقيقة الأمر سأتصل بكوريا الشمالية".
وقال ترمب للصحفيين في وقت لاحق خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إنه أعطى كيم رقماً تليفونياً يتيح له التواصل معه مباشرة. وأضاف: "يمكنه الآن الاتصال بي إذا واجه أي صعوبات، ويمكنني الاتصال به".
وقال معارضون ديمقراطيون في الولايات المتحدة إن الاتفاق لا يشتمل على تفاصيل وإن الرئيس الجمهوري قدم تنازلات أكثر من اللازم لكيم، الذي تخضع بلاده لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والصاروخية وتواجه انتقادات واسعة بسبب انتهاك حقوق الإنسان.
وردا على سؤال عن الدفاع عن سجل كيم في حقوق الإنسان قال ترامب للصحفيين "أنتم تعرفون السبب، لا أريد أن أرى سلاحاً نووياً يدمركم ويدمر أسركم… أود إقامة علاقة طيبة مع كوريا الشمالية".