مجهول ينتقم من زعيم ألماني بطريقته الخاصة.. سرق ثيابه أثناء السباحة وترك له رسالة ليعود إلى المنزل بصورة مهينة

تعرَّض ألكسندر غاولاند، الزعيم المشترك لحزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف، لتصرف انتقامي من شخص مجهول

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/07 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/07 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش

تعرَّض ألكسندر غاولاند، الزعيم المشترك لحزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف، لتصرف انتقامي من شخص مجهول، مساء الثلاثاء 5 يونيو/حزيران، عندما قام بسرقة ثياب الزعيم بكل ما تحتويه، فيما كان الأخير يسبح في بحيرة "هايلغه زيه"، القريبة من شقته، في مدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ، القريبة من برلين.

وذكر غاولاند أن شهود عيان استدعوا الشرطة، حتى قبل أن يكتشف حدوث السرقة، مضيفاً لصحيفة "ميركشه ألغماينه"، أن السارق صاح "ليس هناك مكان سباحة للنازيين"، فيما قال شهود عيان إن السارق صاح "لا متعة سباحة للنازيين" قبل أن يختفي.

غاولاند (77 عاماً) أوضح أن أهم ما سرقه شخص أو اثنان، كان مفتاح منزله، مما اضطره لتغيير القفل بالكامل بعد ذلك، وفق ما صرَّح به لوكالة الأنباء الألمانية. وذكر موقع "بيلد" أنه تمت سرقة مفتاحه وقميصه وبنطاله، ناقلة عن شاهد عيان قوله إنه كثيراً ما يضع الناس أشياءهم على ضفة البحيرة، لكن من غير الاعتيادي أن تُسرق.

وذكرت الشرطة في تقريرها، أن غاولاند أبلغ البوندستاغ لأسباب أمنية بما حدث، رغم عدم سرقة مفتاح خاص بعمله كبرلماني.

وقدم الزعيم اليميني المتطرف -الذي أثار تصريح له عن الماضي النازي لألمانيا الكثير من الجدل والإدانة- دعوى جنائية بتهمة السرقة.

وتُحقق شرطة حماية الدولة، المختصة بالجرائم ذات الدوافع السياسية في الأمر. وقالت متحدثة باسم الشرطة للصحيفة المذكورة، إنه بسبب القول الصادر عن الجاني المجهول، لا يمكن استبعاد الخلفية السياسية للجريمة، لذا تقوم شرطة حماية الدولة بالتحقيق في الأمر.

وأوضحت صحيفة "تاغزشبيغل"، أن الشرطة تنطلق من أن السرقة كانت تستهدف زعيم "البديل" بالتحديد، لأسباب منها ندرة سرقة الثياب هناك. وأضافت الصحيفة أن هذا لم يكن أول اعتداء على "غاولاند"، إذ سبق أن تعرض منزله في بوتسدام للاعتداء، عندما قام مجهولون بكتابة شعارات عليه، ورسم صليب معقوف مشطوب، وإضرام النار بكومة نفايات، تبنَّى اليساريون المتطرفون المسؤولية عن ذلك حينها.

جدل حول نشر صورته بالشورت

وانتشرت على نطاق واسع صورة غاولاند وهو يلبس شورت السباحة فقط، ترافقه الشرطة إلى منزله، على الشبكات الاجتماعية.

وثار جدل على مدى صحة نشر صورة القيادي اليميني المتطرف وهو في وضع غير ملائم، مرتدياً الشورت المخصص للسباحة فحسب، من الناحية الأخلاقية.

فعبر رئيس تحرير "دي فيلت"، التابعة لدار أكسل شبرنغر، عن رفضهم إظهار هذه الصورة "المهينة"، فردَّ عليه الفنان الكوميدي المثير للجدل يان بومرمان، الذي كان قد سخر من "غاولاند" مسبقاً، بالقول "قرار صائب"، مرفقاً تغريدته برابط لـ"دي فيلت" لخبر عن التقاط شاب صورة سيلفي وخلفه سيدة دهسها قطار، مشيراً بذلك إلى كيل "دي فيلت" الأمور بمكيالين، برفضها نشر صورة "غاولاند"، في حين لا تمانع في نشر صورة سيلفي مع سيدة مصابة بحادث قطار.

وكان بومرمان قد نشر رابط خبر سرقة زعيم حزب "البديل"، وكتب ساخراً "الآن يتمادى كامبينو أكثر"، مشبهاً ما حدث بما فعله "كامبينو"، المغني الرئيسي في فرقة "توتن هوزن"، الذي قام بفعالية سباحة غير متفق عليها في مسبح، ورُفعت عليه والمرافقين له دعوى جنائية.

فيما سخر مغرد آخر من الصورة، وقال إنها قد تكون مزيّفة، لأن الشورت لا يحتوي على صور كلاب الراعي الألمانية، في إشارة إلى ربطة العنق الشهيرة التي يرتديها غاولاند دائماً، وتضم صور كلاب الراعي.

واستنكر موقع صحيفة "تاتز" اليسارية دعوات الصحفيين المحسوبين على الجهات الإعلامية المحافظة، إلى عدم نشر صورة غاولاند وهو يرتدي ملابس السباحة، بدعوى عدم اللجوء لهذا الأسلوب غير الأخلاقي، في حين لا يتوانى غاولاند نفسه عن قول تصريحات مهينة، كشأن أن لا أحد في ألمانيا يريد أن يكون جار لاعب المنتخب الألماني أسود البشرة جيروم بواتينغ، وأنه ينبغي "التخلص" من السياسية التركية الأصل أيدين أوزغوز في الأناضول، وأنه فخور بما قدمه الجنود الألمان في الحرب العالمية الثانية.

وذكّرت "تاتز" رئاسة تحرير موقع "فيلت" بنشرهم صورة المستشارة أنجيلا ميركل وزوجها يواخيم زاور وهما بثياب السباحة، وصورة جثة الديكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي على موقعهم، متسائلة فيما إذا كانت تلك ليست صوراً مهينة أيضاً.

الحادثة وقعت قبل وصف غاولاند العهد النازي بـ"بقعة روث طير"

وكان غاولاند قد أثار الجدل والسخط الشديد من قبل الساسة والمواطنين الألمان، عندما وصف هتلر والنازيين بـ"بقعة روث طير" في 1000 عام من التاريخ الألماني الناجح، قائلاً "أجل، نعترف بمسؤوليتنا عن السنوات الـ12 من الديكتاتورية النازية"، لكن "كان لنا تاريخ من الأمجاد، استمر أطول بكثير من تلك السنوات الـ12 اللعينة".

وندَّدت المستشارة ميركل، على لسان المتحدث باسمها شتيفن زايبرت بالتصريحات "المخزية"، قائلاً: "الحكومة والمستشارة ولحسن الحظ الغالبية العظمى من الشعب الألماني يتشاركون في إدانة تصريحات غاولاند".

وأضاف أن "الحكومة ترفض كلياً وبشكل قاطع أي تقليل من خطورة جرائم النازية"، واصفاً نظام هتلر، ومحرقة اليهود بأنهما أكبر جريمتين ضد الإنسانية.

وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير: "إن من يعملون اليوم على نكران أو التقليل من خطورة القطيعة غير المسبوقة مع الحضارة"، التي مثّلها أدولف هتلر والنازية، إنما "يسخرون من ملايين الضحايا"، متهماً المتطرفين اليمينيين بأنهم "يريدون أيضاً عمداً إعادة فتح ندوب قديمة، ونشر الكراهية، ولا بد لنا من مواجهتهم".

ونشرت صحيفة "تاغزشبيغل" على كامل غلافها تصريح غاولاند، مرفقاً بصور جرائم الإبادة النازية والدمار الذي تسبب به هتلر ومناصروه، للإشارة إلى رغبة الزعيم اليميني المتطرف في التقليل من شأنها.

تحميل المزيد