دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الخميس 24 مايو/أيار 2018، إلى عدم تسييس قضية إصابة مواطن أميركي بضرر طفيف في الدماغ بسبب "صوت غير عادي"، في حادث يذكر بإصابة دبلوماسيين في كوبا بمرض غامض، على إثر "هجوم صوتي" تحدثت عنه واشنطن.
وتحقق السلطات الأميركية والصينية في الأمر، بعدما تبين أن مواطناً أميركياً في مدينة غوانغجو، جنوبي البلاد، أصيب بصدمة طفيفة في الدماغ، بحسب ما ذكرت المتحدثة جيني لي.
وفي تحذير أرسلته إلى الرعايا الأميركيين في الصين، قالت السفارة في رسالة إلكترونية، إنها لا تعلم ما الذي تسبَّب بالأعراض، كما لا تعلم بوجود حالات مماثلة في البلاد.
وقال وزير الخارجية الصيني في مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، أثناء زيارة إلى واشنطن "لا نريد تضخيم هذه الحالة المنفردة وتعقيدها، وحتى تسييسها". وأكد أن الصين "تُحقق في هذه المسألة بمسؤولية كبيرة".
وأضاف "لم نعثر على أي منظمة أو شخص قام بمثل هذا التأثير الصوتي"، مقترحاً أن تجري الولايات المتحدة تحقيقاً "داخلياً" في القضية.
حادثة سابقة بكوبا
وفي كوبا، العام الماضي، كشفت الولايات المتحدة أن 24 دبلوماسياً وعائلاتهم تعرَّضوا لهجوم غامض، سبَّب لهم إصابات تُشبه إصابات الدماغ. كما عانى عشرة دبلوماسيين كنديين وأقاربهم من مرض غريب.
والأربعاء قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن إصابة الموظف الأميركي في الصين "شبيهة بدرجة كبيرة" بإصابات الدبلوماسيين الأميركيين والكنديين في كوبا.
وأضاف أن "المؤشرات الطبية تشبه كثيراً، وهي متسقة بشكل تام مع المؤشرات الطبية التي عانى منها أميركيون يعملون في كوبا".
وأكد أن بلاده سترسل فرقاً طبية إلى المنطقة لمعالجة هذه الحالة، مضيفاً: "نحن نعمل لمعرفة ما الذي حدث في هافانا، والآن في الصين".
وأشار إلى أن الحكومة الصينية ملتزمة بالمساعدة في هذه القضية، بموجب مسؤوليتها لحماية الدبلوماسيين الأجانب.
وجاء في تحذير السفارة أن مواطناً أميركياً "تحدث مؤخراً عن شعور خفيف وغامض وغير عادي، يشبه الصوت والضغط. وتأخذ الحكومة الأميركية هذه التقارير على محمل الجد، وأبلغت موظفيها الرسميين في الصين بهذه الواقعة".
وقالت "عندما تكونون في الصين، إذا أحسستم بأي ظاهرة غريبة في السمع أو الحواس ترافقها أصوات أو ضجيج ثاقب غير عادي، لا تحاولوا العثور على المصدر، بل انتقلوا إلى مكان ليس فيه ذلك الصوت"، داعية الأشخاص المصابين بأي مشكلات صحية إلى استشارة الأطباء.
وقالت المتحدثة إن المواطن شعر بـ"العديد من الأعراض الجسدية" بين أواخر 2017 ومطلع 2018. وتم إرساله إلى الولايات المتحدة، حيث تبيَّن أنه أصيب بضرر طفيف في الدماغ، في 18 مايو/أيار.
وأضافت أن "الحكومة الصينية طمأنتنا بأنها تحقق في الأمر وتتخذ الإجراءات المناسبة".