حذَّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من وجود تراجع وتردّد في العالم الإسلامي -وخاصةً داخل جامعة الدول العربية- في مواقفها إزاء قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، يوم 14 مايو/أيار الجاري.
جاء ذلك في كلمة ألقاها جاويش أوغلو، اليوم السبت 12 مايو/أيار 2018، في "ملتقى الصحفيين العرب" بمدينة إسطنبول.
وقال جاويش أوغلو، تعليقاً على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إن "قرار الولايات المتحدة هذا خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حيالَه، لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعاً من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد، وخاصةً جامعة الدول العربية".
وأضاف أن تركيا تلاحظ تراجعاً في مواقف بعض الدول، بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية، جرَّاء تخوفات من الولايات المتحدة، واصفاً ذلك بـ"الخطأ الفادح جداً، الذي لن يصفح عنه التاريخ والأمة".
وشدَّد الوزير التركي أنَّ "على هذه الدول ألا تُمارس ضغوطاً على الأردن وفلسطين"، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى المساهمة في إيجاد حل للمشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن القرار الأميركي بشأن القدس لا يخدم الحل، وإنما يفاقم الأوضاع أكثر.
قرار أغضب الفلسطينيين
ويتصاعد الغضب في الأراضي الفلسطينية من إقدام واشنطن على نقل سفارتها لدى إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، في خطوة تتماهى مع اعتبار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
ومن المقرر أن يجري احتفال بافتتاح سفارة أميركا بالقدس بمشاركة كبار المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولين من الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي.
وقالت الولايات المتحدة الأميركية إنها ستستخدم المقر القنصلي للقنصلية الأميركية في القدس، كمقر مؤقت للسفارة لحين إقامة سفارة جديدة في المدينة، الأمر الذي قد يستغرق سنوات.
وكانت القيادة الفلسطينية أدانت قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ودعت إلى التراجع عن هذه الخطوة.
بينما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في وقت سابق، ممثلي الدول وأعضاء السلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني بمقاطعة حفل نقل السفارة.
وقال عريقات إن "المشاركة في حفل الافتتاح يضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني، ويعزز الصمت على سياسات الاحتلال".
ووصف المشاركة في الحفل بـ"المشاركة في جريمة انتهاك حق الشعب الفلسطيني بعاصمته السيادية واستباحة أرضه".