أعلنت الجزائر رأس السنة الأمازيغية المعروف باسم "يناير"، ضمن قائمة الأعياد الرسمية والوطنية التي يحتفل بها كعطلة مدفوعة الأجر، وهو ما اعتبر تثميناً للهوية الأمازيغية وترسيخاً للوحدة الوطنية.
وصادق المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) الإثنين 30 نيسان/أبريل 2018، على مشروع القانون الذي يضيف رأس السنة الأمازيغية يناير إلى الأعياد التي ستكون عطلة مدفوعة الأجر.
ويؤدي ترسيخ القانون لهذه المناسبة التي تصادف يوم 12 يناير/كانون الثاني من كل عام، إلى إخراج هذا الحدث من الطابع الفلكلوري والشعبي إلى الطابع الرسمي، مثلما هو الحال مع الأعياد الدينية وعيد اندلاع الثورة التحريرية ورأس السنة الميلادية وعيد العمال.
قرار رئاسي
بداية الارتقاء بمكانة هذا اليوم كانت يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2017، حين أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال البيان الختامي لاجتماع لمجلس الوزراء، "في نفس السياق ولدى التوجه بتمنياته للشعب الجزائري عشية حلول السنة الجديدة 2018، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قراره المتعلق بتكريس يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر اعتباراً من تاريخ 12 يناير/ كانون الثاني المقبل، حيث كلفت الحكومة باتخاذ الترتيبات اللازمة في هذا الشأن".
والمقصود من تكليف الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة، هو إعداد مشروع قانون جديد يعدل ويتمم القانون رقم 63-278 الذي يحدد قائمة الأعياد الوطنية.
وصادق المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) الإثنين 30 نيسان/أبريل 2018، على مشروع القانون الذي يضيف رأس السنة الأمازيغية يناير إلى الأعياد التي ستكون عطلة مدفوعة الأجر.
واعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، في كلمته أن المصادقة على النص القانوني "يعزز من مقومات هويتنا الوطنية بمختلف مكوناتها، ويجسد ما أقره دستورنا التوافقي، من مكانة للغتنا الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، واعتماد هذا اليوم هو نتائج تفاعلات المجتمع الجزائري وتطوره، وسيرورة تدرج القوانين التي تحكمه".
كلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني عقب جلسة التصويتعلى قانوني الصحة و القانون المحدد للأعياد الرسميةبسم الله الرحمن…
Gepostet von المجلس الشعبي الوطني am Montag, 30. April 2018
ماذا يعني القرار؟
قد يعتقد البعض أن رأس السنة الأمازيغية "يناير" هو مناسبة يحتفل بها سكان الجزائر من أصل أمازيغي فقط، والحقيقة، أن الاحتفالات الشعبية بهذا اليوم تعم كامل التراب الجزائري (عرب وأمازيغ).
وفي السياق تؤكد الصحفية المتخصصة في الشؤون الوطنية فريال بوشوية أن "كل الولايات الجزائرية تحتفي بـ"يناير"، باعتباره رأساً للسنة الأمازيغية، ولا يقتصر الأمر على منطقة القبائل وحدها أو الصحراء حيث يتواجد الطوارق أو غرداية أين يوجد بني ميزاب".
وقالت لـ "عربي بوست"، إن "يناير يسمى لدى العائلات الجزائرية كلها برأس العام"، ويعني حسبها "أن العرب حينما جاؤوا إلى شمال إفريقيا انصهروا في تقاليد وعادات سكانها الأصليين وهم الأمازيغ".
وأضافت أن ربط ترسيم المناسبة في قانون كعطلة وطنية مدفوعة الأجر، بتعزيز الوحدة الوطنية، هو مجرد ترسيخ لما هو قائم في الأصل.
وكان إعلان بوتفيلقة ترسيم يناير كعطلة مدفوعة الأجر، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قد صحبه عدة قراءات، ورجحت فرضية استغلال المناسبة في هذا التوقيت لخدمة أغراض سياسية أبرزها تمرير العهدة الرئاسية الخامسة، خاصة وأن سنة واحدة تفصل الجزائر عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بينما اعتبر تيار آخر، أن الرئيس الجزائري، استجاب لمطالب نضالية رفعها السكان الأمازيغ منذ عقود، وجاء في سياق مكاسب تحققت للهوية الأمازيغية، أهمها اعتبار اللغة الامازيغية لغة وطنية في دستور 2016.
أسطورة يناير
ويقابل السنة الميلادية 2018، السنة الأمازيغية 2968، ويعتبر "يناير"، الشهر الأول لهذا التقويم الذي يسبق التأريخ الميلادي بـ950 سنة.
وتتضارب الروايات حول هذا التقويم، إذ يربطه البعض ببداية موسم الزراعة، لذلك تحضر المنتجات الفلاحية موائد الجزائريين ليلة الاحتفال به، بينما يعتبره البعض الآخر، تخليداً لذكرى تغلب ملك الأمازيغ شيشناق على فرعون مصر الثاني في معركة حاسمة.