حسم الرئيس التركي السابق، عبد الله غُل موقفه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال اليوم السبت 28 أبريل/نيسان 2018 إنه لن يترشح لخوض الانتخابات.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غُل بالعاصمة التركية، أنقرة، منهياً بذلك جميع التكهنات عن منافسته للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التي ستجري في 24 يونيو/حزيران المقبل.
وقال غُل في حديثه للصحفيين إن "حزب السعادة" هو من طرح اسمه كمرشح للانتخابات الرئاسية المبكرة، وأن "الأمر لم يكن بالترتيب معه من البداية".
وأضاف غُل: "بدوري، قُلت أني لن أتهرب من المسؤولية التي تقع على عاتقي، مع زملائي، إذا حصل توافق واسع النطاق"، وبيّن أن مثل هذا التوافق لم يتحقق في نهاية المباحثات التي أجراها رئيس حزب "السعادة" مع الأطراف المعنية الأخرى.
واستدرك الرئيس التركي السابق بقوله: "لذلك، فإن القضية المتعلقة بترشّحي (للانتخابات الرئاسية) لم تعد واردة. ضميري مُرتاح أمام التاريخ، ولا أريد التعليق على بعض الانتقادات اللائقة وغير اللائقة الصادرة بحقي".
وكان "حزب السعادة" اليميني المحافظ ذو القاعدة الشعبية الصغيرة نسبياً، قد إلى واجهة الحوار السياسي، وأصبح زعيمه تمل كارامُلّا أوغلو شخصية رئيسية في الحوار الذي دار عن احتمال ترشيح غُل.
ويُعد حزب السعادة وريث حركة الرؤية الوطنية (Milli Görüş) التي أسسها رئيس الوزراء التركي الراحل نجم الدين أربكان، التي كانت تضم كلاً من أردوغان وغُول وكارامُلّا أوغلو. وقد تأسس حزب العدالة والتنمية في مطلع الألفية بعد انشقاق عن حزب الفضيلة الذي كان يتزعمه أربكان.
وأثار الحديث في الأوساط السياسية التركية مؤخراً عن احتمال غُل للرئاسة في الانتخاباتـ حواراً سياسياً حول احتمال دخول المعارضة الانتخابات بمرشح ثقيل في مواجهة الرئيس التركي أردوغان.
وتواترت أنباء خلال الأسبوع الفائت حول إرسال زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلتشدار أوغلو، مبعوثين إلى غُل لمحاولة إقناعه بالترشح للرئاسة، رغم اعتراضات في صفوف "الشعب الجمهوري" اليساري على هذه الخطوة.
وفِي هذه الأثناء، أكدت زعيمة الحزب الصالح ميرال أكشينير ترشحها للرئاسة عن حزبها، ووضعت حداً لشائعات توحّد كتلة المعارضة خلف غُل كمرشح للرئاسة بقولها: "إذا طُلِبَ مني التنحي لترك المجال لغُول، لن أقوم بذلك".
ومن شأن عدم اتفاق المعارضة التركية على مرشح واحد، لا سيما غُل، أن يقوي من فرص فوز الرئيس التركي أردوغان بالانتخابات، لكونه المرشح الأبرز بها.
جدول الانتخابات
ومن جهة أخرى، نشرت الجريدة الرسمية التركية، اليوم السبت، قرارات اللجنة العليا للانتخابات بشأن الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة والبرلمان المبكرة، فضلاً عن قائمة المحظورات.
وعلى الأحزاب السياسية إبلاغ اللجنة العليا للانتخابات بقوائم مرشحيها للانتخابات عن طريق الوسائل الإلكترونية أو الورقية، لغاية الساعة الخامسة (14:00 ت.غ) مساء يوم 21 مايو/أيار.
ووفقاً للقرارات، فإن الأحزاب المستوفية لشروط المشاركة في الانتخابات هي: "العدالة والتنمية" (الحاكم) و"تركيا المستقلة" و"الوحدة الكبرى" و"الشعب الجمهوري" و"الديمقراطي" و"الشعوب الديمقراطي" و"إيي" و"الحركة القومية" و"السعادة" و"الوطن"، و"الدعوة الحرة".
أشياء محظورة يوم الانتخابات
ونصت قرارات اللجنة العليا للانتخابات على حظر بيع وتقديم وشرب المشروبات الكحولية، وحمل الأسلحة في المدن والبلدات والقرى، باستثناء القوى المكلفة بالحفاظ على الأمن والنظام العام، اعتباراً من الساعة السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل.
كما أصدرت قرارها بإغلاق جميع أماكن الترفيه والتسلية العامة خلال ساعات التصويت، بما فيها المقاهي، وصالات الإنترنت، ويُسمح للمطاعم فقط بتقديم الطعام، وتُقام الأعراس بعد انتهاء التصويت في الساعة السادسة مساء.
ويحظر على وسائل الإعلام بكافة أشكالها بث أي خبر يتعلق بالانتخابات أو نتائجها لغاية السادسة مساء، ويسمح لها بين السادسة والتاسعة مساءً بث الأخبار والبيانات الصادرة فقط عن اللجنة العليا للانتخابات.
فيما تكون وسائل الإعلام حرة في بثها بعد الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي (18:00 ت.غ)، على أن يكون للجنة الحق في رفع الحظر الإعلامي قبل هذه الساعة، في حال ارتأت ذلك ضرورياً.
ويتم تطبيق القرارات ذاتها في 8 تموز/يوليو القادم، في حال عدم حسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، والتوجه إلى جولة ثانية.