قدَّم رئيس وزراء أرمينيا، سيرج سركيسيان، الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، استقالته تزامناً مع الإافراج عن زعيم الحركة الاحتجاجية نيكول باشينيان، وذلك بعد 11 يوماً من التظاهرات الحاشدة التي شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص.
وأعلن سركيسيان، وهو حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بيان رسمي نُشر على موقعه: "أغادر منصب قيادة البلاد"، مضيفاً: "نيكول باشينيان كان على حق. وأنا كنت مخطئاً".
وقال سركيسيان، في بيان أصدره مكتبه: "كانت تقديراتي خاطئة… في الوضع الراهن، توجد عدة حلول. لكنني لن أختار أياً منها. هذا ليس أسلوبي. سأستقيل من قيادة البلاد ومنصب رئيس وزراء أرمينيا".
وقبل ساعة على تقديم سركيسيان استقالته، أفرجت السلطات عن باشينيان، بحسب صور مباشرة بثها التلفزيون الأرميني. وظهر في الصور بين مؤيديه الذين رفعوا الأعلام الأرمينية، وانضمّ الى آلاف الأشخاص الذين كانوا يمشون في مسيرة بشوارع يريفان.
وكان آلاف المتظاهرين، بينهم طلاب وعسكريون، خرجوا في مسيرة بالعاصمة يريفان، مطالبين باستقالة الرئيس السابق، الذي يتهمونه بأنه متمسك بالسلطة جراء تعيينه رئيساً للوزراء مع صلاحيات معززة، بعد أن أمضى 10 أعوام على رأس الدولة.
وزادت الضغوط على سركيسيان، البالغ من العمر 63 عاماً، بشدةٍ، الإثنين، عندما انضم جنود عزل في العاصمة يريفان إلى احتجاجات مناهضة للحكومة، اندلعت في 13 أبريل/نيسان 2018.
مسيرة نخبوية
وضمّت المسيرة أيضاً طلاباً من كلية الطب بقمصانهم البيض وعدداً كبيراً من الجنود السابقين ببزّاتهم العسكرية، رفعوا الأعلام الأرمينية وأغلقوا الطرقات وقتاً قصيراً.
وكان باشينيان قد أوقف، الأحد 22 أبريل/نيسان 2018، في أثناء تظاهرة، "بينما كان يرتكب أعمالاً تشكل خطراً على المجتمع"، بحسب النيابة العامة الأرمينية.
وقال أحد المتظاهرين كارن خاتشاريان، وهو طالب يبلغ 23 عاماً: "سيرج سركيسيان هو زعيم لديه عقلية سوفييتية. وعالَم اليوم يفرض علينا أن نُظهر مقاربة جديدة في وجه المشاكل".
وصرّح النائب الأول لرئيس الوزراء الأرميني كارن كارابيتيان من جهته، للتلفزيون الرسمي، بأنه سيلتقي باشينيان، الإثنين؛ "لمناقشة معه احتمال الحوار"، ودعا وزير الدفاع، فيغين سركيسيان، الإثنين، المتظاهرين والسلطات إلى "الحوار". وقال في مؤتمر صحفي: "لا أريد أن يتقاتل أرميني وأرميني آخر".
حق التظاهر
وأشار وزير الخارجية، إدوارد نالبانديان، إلى أن "أرمينيا تعترف بحق التظاهر بِحُرية، وتكفل أن يتمكن الناس من ممارسة هذا الحق". ودعا المحتجين إلى "احترام قانون التظاهرات".
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، من موسكو، بأن الكرملين يتابع "من كثبٍ، الوضع في أرمينيا"، "بلد مهم للغاية" بالنسبة لروسيا و"حليفه القريب جداً". ولفت إلى أن حركة الاحتجاج "شأن أرميني داخلي".
وبعد اعتقال باشينيان البالغ 42 عاماً، خرجت تظاهرة احتجاجية كبيرة مساء الأحد 22 أبريل/نيسان 2018، شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص بساحة الجمهورية، وسط العاصمة، حيث يوجد مقرّ الحكومة. وقد نُشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة.
وانتهت التظاهرة الأولى في غياب باشينيان، بهدوء.
ويأخذ المحتجون على سركيسيان، البالغ من العمر 63 عاماً، عجزه عن الحد من الفقر والفساد، في حين ما زال كبار الأثرياء يسيطرون على اقتصاد هذا البلد القوقازي الصغير.