استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض، الأربعاء 18 أبريل/نيسان 2018، رئيسَ المجلس البابوي للحوار بين الأديان، الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران، الموجود في المملكة منذ الجمعة، في "زيارة تاريخية"، بحسب الإعلام الرسمي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن الملك سلمان استقبل الكاردينال الفرنسي والوفد المرافق له "وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية دور أتباع الأديان والثقافات في نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم".
وأتى لقاء بين العاهل السعودي والكاردينال الفرنسي، غداة زيارة قام بها الأخير إلى "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف" (اعتدال)، حيث بحث مع الأمين العام للمركز ناصر البقمي "سبلَ التعاون المستقبلية فيما يتعلق بالدراسات والأبحاث والأديان"، بحسب ما أفادت "واس" الأربعاء.
وإذ وصفت الوكالة السعودية زيارة الكاردينال الفرنسي إلى المملكة بأنها "زيارة تاريخية، والأولى من نوعها"، أوضحت أن الوفد الفاتيكاني ومسؤولي مركز اعتدال ناقشوا سبل "مكافحة الفكر المتطرف وبرمجياته وأساليبه، عبر المرتكزات الإعلامية والفكرية والتقنية، للتأثير على المجنَّدين المحتمَلين للجماعات المتطرفة، ولتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة".
ونقلت الوكالة السعودية عن الكاردينال توران قوله أمام مسؤولي مركز اعتدال "من المهم أن نرى أن لديكم رؤية ورسالة، وأنتم حكماء جداً بتحليل مسببات التطرف". وأضاف "من الواضح أننا جميعاً تجمعنا الإنسانية.. وأعتقد أنه عملياً لدينا عدوان هما التطرف والجهل، وأنا لا أعتقد بصدام الحضارات، ولكني أؤمن بصدام الجهالات".
والأربعاء التقى الكاردينال توران أيضاً وزيرَ الخارجية عادل الجبير، وقد أكد الجانبان "على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، لتعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم، ودور المملكة الرائد في هذا المجال"، كما أضافت الوكالة السعودية.
وتأتي الزيارة بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدتها شخصيات سعودية كبيرة مع ممثلين عن طوائف مسيحية أخرى، في الأشهر القليلة الماضية، مما يُعزز الآمال بمزيد من الانفتاح في المملكة، التي توجد بها أقدس المواقع الإسلامية؛ لكنها تحظر ممارسة عقائد أخرى.
كما تأتي الزيارة بعد نحو شهر من استقبالِ بابا أقباط مصر، تواضروس الثاني، في المقر البابوي بكاتدرائية الكنيسة الأرثوذكسية، شرقي العاصمة المصرية، 5 مارس/آذار الماضي، وليَ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حدث وُصف بـ"التاريخي"، وتلاه بأيام زيارةٌ من وزير الدولة السعودي للشؤون الإفريقية، أحمد قطان.
ودعا محمد بن سلمان، أثناء زيارته للمقر البابوي وفي ضيافة البابا تواضروس كلَّ الحاضرين لزيارة المملكة، في دعوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس المملكة عام 1932، وفق بيانٍ كَنَسي وتقارير محلية بمصر.
وكان الملك سلمان استقبل في الرياض، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، البطريركَ اللبناني الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في أول زيارة لبطريرك ماروني للمملكة.
وتشهد الرياض تغييرات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متسارعة في الآونة الأخيرة، ضمن رؤية يقودها ولي العهد.