السعودية تحصِّن العاملين بـ”آبل”.. الشركة العالمية تحصل على تعهُّد بعدم ملاحقة موظفيها بسبب الاختلاط

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/09 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/09 الساعة 18:49 بتوقيت غرينتش
Saudi Arabian women, seeking a job, talk with recruiters during a job fair in Riyadh January 25, 2012. It is Women's Day at the first of a series of job fairs launched by the Saudi government this year to find employment for its citizens. In coming months the scheme aims to arrange interviews for 15,000 men and women out of 100,000 applicants, holding similar fairs in the cities of Jeddah and Dammam. Picture taken January 25, 2012. To match Mideast Money SAUDI-ECONOMY/REFORMS REUTERS/ Stringer (SAUDI ARABIA - Tags: BUSINESS EMPLOYMENT)

حصلت شركة آبل على تأكيداتٍ من السلطات السعودية أنَّ موظفيها لن يواجهوا ملاحقاتٍ قضائية بسبب الاختلاط في مكان العمل.

وقادت الشركة المُصنِّعة لهاتف آيفون مساعي تشمل علامات تجارية استهلاكية أجنبية أخرى لضمان السماح للموظفين النساء والرجال بالعمل جنباً إلى جنب في السعودية، الأمر الذي يزيل عقبة رئيسية أمام الاستثمار الأجنبي في المملكة، حسب تقرير لصحيفة The Financial Times البريطانية.

وقد يُمهِّد هذا الطريق أمام آبل وآخرين لفتح أول مكاتبهم أو متاجرهم في السعودية، فضلاً عن كونها خطوة إضافية إلى الأمام في ما يتعلَّق بحقوق المرأة في المملكة التي تتغيَّر سريعاً.

وسبق أن قالت وكالة رويترز إن آبل التي تبيع بالفعل منتجات في السعودية من خلال أطراف ثالثة لكن ليس لها، ولا لبقية شركات التكنولوجيا العالمية الكبيرة، وجود مباشر في المملكة، تجري مباحثات ترخيص مع الرياض بشأن الاستثمار في السعودية في إطار سعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لخلق مكانة في قطاع التكنولوجيا للمملكة ذات الطابع المحافظ.

 

 

المملكة تتغيير مع زيارة بن سلمان لوادي السيليكون

وأطلقت آبل الأسبوع الماضي نظام اتصالات الفيديو Face Time على أجهزة آيفون في السعودية، قبيل لقاءٍ جمع بين الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كجزءٍ من زيارة الأمير لوادي السيليكون.

وتم ذلك عن طريق تحديث في نظام التشغيل iOS 11.3 بعدما رفعت السعودية القيود على خدمات الاتصال عبر الإنترنت.

ويُعتَبَر الشرق الأوسط سوقاً واعدا لشركات التكنولوجيا الغربية. وافتتحت آبل أول متاجرها في المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول 2015 في دبي وأبوظبي.

ويحاول الأمير بن سلمان الذي يزور الولايات المتحدة في جولة استمرت ثلاثة أسابيع جذب شركات التكنولوجيا العملاقة في الوقت الذي يزيد فيه الأمير الاهتمام بالاستثمار ضمن خططه لتنويع الاقتصاد.

والتقى بن سلمان بمسؤولي جوجل التنفيذيين سيرغي برين وسوندرا بيتشاي يوم الخميس الماضي 5 أبريل/نيسان 2018. وذكرت وسائل الإعلام السعودية أنَّ الثلاثي تباحث حول الحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني. وتجري السعودية مباحثاتٍ مع شركتي أمازون وآبل بشأن إمكانية إنشاء مراكز بيانات في المملكة.

وعقد الأمير بن سلمان لقاءً أيضاً مع شركة ماجيك ليب، وهي شركة مُصنِّعة لسماعات "الواقع المختلط"، والتي حصلت على استثمارٍ بقيمة 400 مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي الشهر الماضي مارس/آذار.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة كبيرة في شركة أوبر، ويسعى أيضاً لمزيدٍ من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا والشراكات مع شركات الترفيه في الوقت الذي تبدأ فيه القواعد الاجتماعية الصارمة في المملكة بالارتخاء.

وتعتزم شركة "إيه إم سي إنترنينمينت" المملوكة للصين، بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، افتتاح دور سينما بدءاً من الشهر المقبل مايو/أيار بعد رفع حظرٍ استمر 35 عاماً.

مشاركة النساء في العمل تعني التنوع

وتحدَّث الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك في مناسباتٍ كثيرة حول أهمية التنوع داخل الشركة. كما تطرق لمسألة عن الدفاع عن حقوق الإنسان خارج مقر الشركة الواقع في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

وقال في اجتماع المساهمين في آبل في فبراير/شباط 2018: "نعتقد أنَّ الفِرَق الأكثر تنوعاً تخلق أفضل منتج".  

لماذا سعت آبل لهذه الضمانات؟

وجاءت هذه التأكيدات السعودية المقدمة لآبل رغم أن القواعد الجديدة في السعودية باتت تسمح للنساء بالعمل إلى جانب الرجال في الوقت الذي تطلع فيه الحكومة لتعزيز المشاركة الاقتصادية للنساء اللاتي يعانين من معدل بطالة أعلى بخمسة أضعاف تقريباً من الرجال.

لكنَّ اللوائح غامضة ويختلف تنفيذها. فأرباب العمل الذين لديهم مكاتب في المملكة لابد أن يضمنوا وجود مناطق منفصلة لتناول الغداء والصلاة، والبعض يشكو من عمليات تفتيشٍ متصلفة، حسب الصحيفة البريطانية.

وتتطلع العلامات التجارية الفاخرة، التي أُنشِئت منافذها في المملكة عبر شركاء محليين، الآن إلى إقامة منافذها الخاصة بموجب لوائح جديدة تسمح لشركات التجزئة بتملُّك 100% من عملياتها في السعودية.

قال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لشركة مينا كاتاليستس، وهي شركة استشارت في الشؤون الحكومية الإقليمية بالشرق الأوسط: "ترغب الشركات متعددة الجنسيات التي تتطور بصورة متزايدة إلى انتهاج استراتيجية طويلة المدى في هذه الأسواق، وبالتالي التأكُّد من أنَّهم في وضعيةٍ سليمة من ناحية القواعد الحكومية".

علامات:
تحميل المزيد