قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، إن بلاده "تأمل دائماً في سد الفجوة بينها وبين مصر"، ووصف الادعاء بمحاولة بلاده زعزعة استقرار الأخيرة بأنها "اتهامات كاذبة".
جاء هذا خلال مشاركته بجلسة عُقدت الثلاثاء، 23 يناير/كانون الثاني 2018، بعنوان: "رؤية مشتركة للعالم العربي"، في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا، الذي تستمر فعالياته حتى الجمعة القادمة، 26 يناير/كانون الثاني الجاري.
الكلمة التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية تطرَّقت للعديد من القضايا، من بينها العلاقات مع مصر، والأزمة الخليجية الراهنة، ومكافحة الإرهاب.
"نأمل في سد الفجوة"
وفيما يتعلق بعلاقات بلاده مع مصر، قال آل ثاني "نحن نأمل دائماً في سد الفجوة بين الدوحة والقاهرة، ونعتقد أن الاختلافات التي بيننا ليست أساسية".
ونفى سعي بلاده لزعزعة استقرار مصر قائلاً: "نحن نهتم باستقرار مصر، وأولئك الذين يدّعون أن قطر تحاول أن تلعب دوراً مزعزعاً لاستقرارها، يوجهون اتهامات كاذبة".
وأضاف: "إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية عربية، فإن استقرار مصر مهم جداً للمنطقة. وإذا نظرنا إليه من منظور اقتصادي، فلدينا استثمارات قائمة هناك، والحرص على أن تكون استثماراتنا في بيئة مناسبة هو من أولوياتنا".
وقال إنه "ليس هناك ما يدعو إلى أن تصبح قطر عاملاً مزعزعاً للاستقرار في مصر".
وتابع: "كل من يحاول البناء على هذه الاختلافات يحاول خلق نظرة معينة لقطر. ولم تكن هناك أي استجابة من الجانب المصري للجلوس وتقريب وجهات النظر".
الأزمة الخليجية
وتعرَّض آل ثاني في كلمته للأزمة الخليجية، مجدداً دعوة بلاده للحوار لحلها.
وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها، بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وقال وزير خارجية قطر في هذا الصدد: "إننا نعيش في حقبة نحتاج فيها إلى التعايش جنباً إلى جنب، مع احترام سيادة الدول".
وشدَّد على أنه "لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة"، مشيراً إلى "استمرار دولة قطر في الدعوة للحوار لحل الأزمة".
وشدَّد على ضرورة أن يحثّ العالم جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة شواغلهم.
ونوه بأن المنطقة تزخر بإمكانات كثيرة، تتطلب وضعها في المسار الصحيح.
وقال: "إننا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون أصبح منظمة غير فاعلة، بعدما كان في الماضي القريب مثالاً للتماسك والأمل للعالم العربي".
وأردف: "إننا نقر بوجود انقسام في الشرق الأوسط، ولدينا خلافاتنا، ولكن تلك الخلافات لن تحل أبداً في ساحات المعارك"، مشيراً إلى أن الجميع سيأتون في النهاية إلى طاولة المفاوضات.
مكافحة الإرهاب
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، دعا آل ثاني إلى النظر للإرهاب من زاويتين رئيسيتين، هما الأيديولوجيات وغياب الدولة.
وبيَّن "أن قدرة المتطرفين على استخدام الأيديولوجيات لحشد الموارد وتجنيد الناس لم يسبق لها مثيل، وأن المجموعات المتطرفة لا تنمو في دول تعتبر جميع مواطنيها سواسية".
ولفت إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي "ما هو إلا تطور لتنظيم القاعدة الذي كان في العراق"، مشيراً أن التنظيم لم يبدأ في سوريا، وإنما في العراق، وذلك بسبب الفراغ السياسي وتهميش فئات معينة.
وقال إن التنظيم وجد مكاناً مثالياً للنمو في سوريا، بعد الفوضى التي خلقها النظام.
وبيَّن أن اقتصار التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجوانب الأمنية فقط سيؤدي إلى اختفاء الإرهاب لفترة قصيرة، ويمهد لنمو جماعات متطرفة جديدة.
ورأى أنه عندما يتم تزويد الشباب بالأمل وفرص العمل والتعليم المناسب، سينشؤون ليصبحوا أفضل، ولن يكونوا ضعفاء أمام التطرف.