هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل قبل ساعات من انعقاد قمة استثنائية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول، وقال إنها تصب الزيت على النار بجعل القدس عاصمة لها بدلاً من تل أبيب.
وقال الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك، الإثنين 11ديسمبر/كانون الأول، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن قمة لمنظمة التعاون الإسلامي ستُعقد الأربعاء في إسطنبول، وإنها ستشكل "منعطفاً" في التحرك لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي وقت سابق دعا الرئيس أردوغان، خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول عربية وإسلامية، إلى عقد مؤتمر قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء القادم، في مدينة إسطنبول، بشأن القرار الأميركي حول القدس.
مؤتمر مشترك
واتفق الرئيسان التركي والروسي خلال المؤتمر الصحفي على أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل يُنذر بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وقال بوتين، الذي زار مساء الإثنين، أنقرة، حيث التقى أردوغان "إن روسيا وتركيا تعتقدان معاً أن (هذا القرار) لا يساعد على استقرار الوضع في الشرق الأوسط، بل على العكس يزعزع وضعاً معقداً أصلاً".
من جهته قال أردوغان إن "إسرائيل تصبّ الزيت على النار (…)، وترى في هذه العملية فرصة لزيادة الضغط والعنف ضد الفلسطينيين"، مضيفاً أنه وبوتين لديهما "مقاربة متشابهة" بهذا الصدد.
وكان بوتين دعا في وقت سابق، الإثنين، في القاهرة، إلى "استئناف فوري للمفاوضات المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية حول كافة القضايا المتنازع عليها، بما فيها وضع القدس"، بحسب ترجمة فورية إلى العربية لتصريحاته باللغة الروسية.
وندَّد أردوغان مجدداً بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس، متهماً إسرائيل بأنها حوّلت المدينة المقدسة "إلى سجن للمسلمين ولأتباع الديانات الأخرى".
وقال "لن يكون بإمكانهم غسل أيديهم من الدماء التي تلطخها"، مضيفاً "أن الكفاح لن يتوقف قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وكان أردوغان وصف الأحد إسرائيل بأنها دولة "إرهابية" تستخدم قوة مفرطة ضد الفلسطينيين.
وردَّ عليه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قائلاً، إنه "لا يتلقى دروساً من قائد يقصف قرى كردية في تركيا، ويسجن الصحفيين، ويساعد إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية، ويساعد إرهابيين، خصوصاً في غزة".
مناسبة لرفض قرار ترامب
إلى ذلك اعتبر مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، السفير أحمد بن سعيد الرميحي، مساء الإثنين، أن القمة الإسلامية الطارئة حول القدس التي تنعقد بإسطنبول، الأربعاء "مناسبة جديدة لتأكيد رفض الدول الإسلامية بشكل قاطع، لقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".
وقال الرميحي، في حديث للأناضول، إن ترؤس أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد بلاده في القمة "يعكس بوضوح موقف الدوحة الثابت، والداعم للقضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وصمود الشعب الفلسطيني المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين".
وأضاف أن "العالم الإسلامي مُطالب بالتكاتف والتعاضد أكثر من أي وقت مضى، للدفاع عن قضيته المركزية ومواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المجحف، بكافة الوسائل التي يكفلها القانون الدولي".
وأعرب الرميحي عن أمله في أن "تخرج القمة بخطة عمل واضحة، تقود إلى إقناع الإدارة الأميركية بالعدول عن قرارها، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر مدينة القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".
وتابع: "المواقف الرسمية الغاضبة والتظاهرات التي عمّت الدول العربية والإسلامية والعديد من بلدان العالم صورة صادقة لحجم الرفض العالمي للقرار الأميركي المنحاز والمجحف".
اميركا لم تدرك التداعيات
وأشار أن "الإدارة الأميركية لم تدرك التداعيات الخطيرة للقرار على استقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين، وتأثيراته السلبية على مساعي تحقيق التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
ولفت إلى أن "دولة الاحتلال (إسرائيل) فوجئت بردود الفعل القوية والتظاهرات الواسعة للشعب الفلسطيني، فاضطرت لاستخدام القوة المفرطة ضدها".
وشدَّد على أن إسرائيل "لن تنجح في إسكات صوت الحق بالجرائم المتلاحقة وازدراء القوانين الدولية".
وطالب المجتمع الدولي "بالاضطلاع بمسؤولياته للحفاظ على الوضعين القانوني والسياسي للقدس، وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال".
ووصف الرميحي "مواقف تركيا تجاه قضايا الأمة الإسلامية بأنها تاريخية ومشرفة". ولفت إلى أن "شعوب الدول الإسلامية تقدر هذه المواقف، لتماهيها مع آمالها وتطلعاتها".
ويترأس أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وفد بلاده المشارك في القمة الإسلامية الطارئة حول القدس، التي تنعقد بإسطنبول، الأربعاء المقبل، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).
وفي وقت سابق دعا الرئيس أردوغان، خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول عربية وإسلامية، إلى عقد مؤتمر قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء المقبل، في مدينة إسطنبول، بشأن القرار الأميركي حول القدس.
والأربعاء الماضي، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.