متى يترك “البام” أيت الجيد يرتاح في قبره؟!

لو جاز لي التعبير لقلت دون تردد إن الطالب بنعيسى أيت الجيد يُعاد قتله كل مرة في قبره؛ لأن جريدة محسوبة على تيار نكوصي استئصالي انقلابي، ما زالت مصرّة على المتاجرة بدمائه إلى اليوم بعدما أصيب هذا التيار بانتكاسات متوالية، آخرها نكسة 7 أكتوبر/تشرين الأول.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/12 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/12 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش

لو جاز لي التعبير لقلت دون تردد إن الطالب بنعيسى أيت الجيد يُعاد قتله كل مرة في قبره؛ لأن جريدة محسوبة على تيار نكوصي استئصالي انقلابي، ما زالت مصرّة على المتاجرة بدمائه إلى اليوم بعدما أصيب هذا التيار بانتكاسات متوالية، آخرها نكسة 7 أكتوبر/تشرين الأول.

مناسبة هذا المقال هو نشر جريدة "البام" في عدد الخميس 28 سبتمبر/أيلول خبر استدعاء عبد العلي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، للمثول أمام قاضي التحقيق بفاس بخصوص مقتل "أيت الجيد" مع إخراج محبوك يغطي على الجوانب المهنية للتأثير على القارئ، وهو الخبر الذي نفاه حامي الدين نفسه.

الخطير فيما يروج له "البام" عبر هذا النوع الجديد من الإعلام، المستوحى من تجارب فاشلة، هو ممارسة نوع من الوصاية على مؤسسات الدولة والتشويش على المحطات المشرقة من تاريخنا المعاصر، لا سيما محطة "الإنصاف والمصالحة"، التي شكلت محطة مفصلية؛ لكونها لم تمارس الإقصاء والتهميش -كما يحاول "البام" ومعه "آخر ساعة" يائسَين فعله- واعتبرت الذاكرة المغربية ذاكرة جماعية لا يمكن تحفيظها لأي جهة كانت، حيث استمعت الهيئة لكل الذين عانوا انتهاكات جسيمة، ومن ضمنهم عبد العلي حامي الدين نفسه، وقد تم تعويضه.

التطاول على المؤسسات لم يقف عند هذا الحد؛ بل وصلت الوقاحة بهذه الجريدة في سلسلة من "المقالات" و"الافتتاحيات" المكرورة حد الجرأة على مؤسسة القضاء. هنا لا بد أن نتساءل عن سبب إصرار "البام" على النفخ في رماد قضية، قال فيها القضاء كلمته في ثلاث مناسبات؟

ألهذه الدرجة لا يثق هذا الحزب بمؤسسة القضاء في بلادنا؟ هل يناضل "البام" بالحماسة نفسها من أجل كشف الحقيقة في ملفات مشابهة؟ هذه الأسئلة وغيرها تبقى خارج حسابات "البام" وجريدته.

لقد سبق لـ"آخر ساعة" أن ادّعت في "حدوتة" سابقة، أنها نشرت 10 في المائة فقط مما لديها من معلومات حول القضية، رابطةً نشر بقية المعطيات حول الموضوع بتوجه حامي الدين للقضاء، مما يعني أن الحقيقة ليست غاية في حد ذاتها بالنسبة لهذه "الجريدة"، وإنما الغرض هو التشويش والضغط والابتزاز والتغطية على الفضائح المتوالية، التي هزت بيت "البام" في الآونة الأخيرة.

يبدوا أن العدالة التي ينشدها "البام" عدالة الهوى وليست عدالة الدلائل والقرائن؛ إذ يتضح أن المطلوب هو محاكمة القيادي في حزب العدالة والتنمية بإحدى المواقع الجامعية، وليس في محكمة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد