عن “فصلة يوسف” وأمور أخرى

كنت وما زلت أعتقد أن سلطة "ب ي د" تستخدم مسألة (الاعتقال وإطلاق السراح) وسيلةً دعائيةً من جهة، ومحاولة في تحويل أنظار الناس عن القضايا المصيرية، وفي مقدمتها مواجهة النظام وأعوانه، وهي من بينهم؛ لذلك لست مع مواكبة (اعتقل فلان وتحرر فلان...)، واعتبارها الشغل الشاغل والقضية الوحيدة كما تسعى إليه سلطة الأمر الواقع

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/03 الساعة 03:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/03 الساعة 03:06 بتوقيت غرينتش

"1"

كنت وما زلت أعتقد أن سلطة "ب ي د" تستخدم مسألة (الاعتقال وإطلاق السراح) وسيلةً دعائيةً من جهة، ومحاولة في تحويل أنظار الناس عن القضايا المصيرية، وفي مقدمتها مواجهة النظام وأعوانه، وهي من بينهم؛ لذلك لست مع مواكبة (اعتقل فلان وتحرر فلان…)، واعتبارها الشغل الشاغل والقضية الوحيدة كما تسعى إليه سلطة الأمر الواقع، أما ما يتعلق الأمر باعتقال المناضلة الوطنية الأبية السيدة فصلة يوسف، فلا يجوز السكوت عليه؛ لأنها الرمز النسائي المميز لحركتنا الوطنية الكردية سليلة خويبون والحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب أبو أوصمان ود ظاظا) وكونفرانس الخامس من أغسطس/آب والحراك الثوري المشارك بالانتفاضة السورية والتصدي لديكتاتورية أتباع قيادة "قنديل" المغامرة، فالحرية لفصلة يوسف وكل المعتقلين المخطوفين.

"2"

هناك (معارض) مغمور خرج أيام زمان على حزبه (الشيوعي) لمصلحة البعث الحاكم مثل كثيرين نجدهم الآن (معارضين) والمشار إليه شهير بقوة حاسة الشم لديه، ومن أين تؤكل الكتف ولا تتوافر فيه شروط (الشخص الأول والثاني والثالث) في أية مؤسسة؛ لذلك فهو يزاول مهنة التطبيل لهذا والتنظير لذاك يتلاعب بالمبادئ إن قضت مصلحته يبيع أصدقاءه بأبخس الأثمان، صفق طويلاً للإخوان المسلمين، وصار كاتباً لوجيه القبيلة يمتدح مَن يعرف أصول الدفع، يختبئ في الزوايا ويظهر عند قدوم رئيس جديد (للائتلاف) ليعرض خدماته بحسن النية؛ ليعلقه بصنارته ثم ينقلب عليه بسهولة، يا لَه من منافق مخادع فمن هو يا ترى؟

"3"

قبل ستة أعوام، وخلال اكتمال الانتفاضة الوطنية السورية السنة الأولى من عمرها، لم تكن هناك حاجة للتمييز بين مصطلحات (الانتفاضة والثورة والمعارضة) فكل منتفض، وكل متظاهر محتج، وكل تنسيقية شبابية معلنة أو قيد الإنشاء والتفعيل، وكل جندي حر مقاتل مدافع، وكل ضابط أو ضابط صف ملتحق بصفوف الشعب، وكل مثقف وكاتب ومفكر ومناضل وطني يكتب ضد الاستبداد، وكل إعلامي أو صحفي يناصر خصوم النظام، ويدعو إلى التغيير، وكل فرد من سكان المدن والريف وكل ناشطة وناشط في صفوف الشعب، وكل مواطن سوري عربياً كان أم كردياً أم تركمانياً أم مسلماً أم مسيحياً يتمنى الخلاص وينشد الحرية، نعم كل واحد من هؤلاء كان يستحق أن يطلق عليه صفة الثائر أو المعارض من دون حرج؛ لأن الجميع التزموا بصدق وعفوية بالهدف الأساسي، وهو إسقاط الاستبداد، وإجراء التغيير الديمقراطي السلمي.

"4"

لست في وارد الدفاع عن صلاح الدين الأيوبي الذي لعب دوراً كبيراً في تاريخ شعوب المنطقة قبل أكثر من ثمانية قرون، وواكبه وكتب عن سيرته الحربية والإنسانية والأخلاقية وفتوحاته وعدالته ثلاثة من أهم المؤرخين في زمانه هم عرب وليسوا كرداً، وتناول تفاصيل حقبته بشكل إيجابي آلاف الكتاب وعلماء التاريخ من أهل المنطقة، ومن الأجانب، وآخرهم كان الكتاباً الأميركي (جيمس روستون الابن) – 2002 – حول صلاح الدين، وترجمه د. رضوان السيد فقط، وبحسب معرفتي فبعض الكتاب (الشيعة) حاولوا تشويه سيرته بدافع مذهبي، ومن خلال تسييس التاريخ لن أدخل في التفاصيل فلست مؤرخاً، ولكن الرجل كان وما زال في عداد الرموز الذين وحدوا شعوب المنطقة، وخصوصاً الكرد والعرب تجاه العدوان الخارجي وهذا كافٍ للحقد عليه من جانب الأشرار.

"5"

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الواسعة الاطلاع هناك مقايضة لإطلاق يد "ب ك ك" في سوريا وضربه في العراق حتى طرده، وفي ذات السياق أكد وزير الدفاع الأميركي أنهم سيطمئنون تركيا حول موضوع السلاح الممنوح لقوات "ب ي د" ضمن "قسد" وفي الموضوع نفسه يؤكد القيادي في "ب ك ك" رزا آلتون بأن من يسيطر على الرقة سيسيطر على سوريا بالكامل، فهل ما يجري انتقال القوى العسكرية الباقية في جبال قنديل مع القيادات إلى مناطق سورية؟ وهل ما يجري الحديث عنه جزء من المقايضة؟ خاصة أن المسألة تعني أطرافاً عديدة، بينها إقليم كردستان والعراق وسوريا وإيران وتركيا ومصير كرد سوريا وحركتهم الوطنية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد