عاصفة الخليج والإمارة المشاغبة

طبعاً أزمة الخليج - قطر هي ما يشغل الجميع، دولاً، ومؤسسات اقتصادية، ووسائل إعلام بالدرجة الأولى، فهي السلاح المؤثر في هذه الأزمة، بل حتى الرياضة لم تكن بعيدة عن هذه الأزمة، وطبعاً مختلف التصريحات والتحليلات السياسية المطروحة التي محال ألا تحسب لجهة أو معسكر معين، ولن تجد تصريحاً أو تحليلاً محايداً يفسر الأزمة بشكل صحيح أو منطقي على الأقل.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/20 الساعة 04:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/20 الساعة 04:23 بتوقيت غرينتش

دائماً ما ترتبط المواجهات الخليجية مع ما يهدد أمنها بالعواصف، ليس معروفاً سبب ارتباطها بالعواصف، ربما يكون للرمال التي تحيط بها بحكم الطبيعة دور في ذلك.

عاصفة الصحراء، وعاصفة الحزم، والآن عاصفة السعودية التي جمعت حلفاءها لمواجهة الحليف العدو (كما يحلو لي تسميتها) قطر، التي تشترك مع دول الخليج ليس في حدودها فقط، بل في مصالحها أيضاً.

طبعاً أزمة الخليج – قطر هي ما يشغل الجميع، دولاً، ومؤسسات اقتصادية، ووسائل إعلام بالدرجة الأولى، فهي السلاح المؤثر في هذه الأزمة، بل حتى الرياضة لم تكن بعيدة عن هذه الأزمة، وطبعاً مختلف التصريحات والتحليلات السياسية المطروحة التي محال ألا تحسب لجهة أو معسكر معين، ولن تجد تصريحاً أو تحليلاً محايداً يفسر الأزمة بشكل صحيح أو منطقي على الأقل.

عموماً، وفي استعراض بسيط لبعض الآراء التي أعلن عنها:

أولاً: ترامب تجاهل قطر؛ لأنها لم تدفع كالسعودية

لا يمكن أن نخفي أن 400 مليار دولار قيمة الصفقات بين السعودية والولايات المتحدة كانت بالكامل بمقابل مادي ملموس كالسلاح أو النشاط الاقتصادي.. إلخ، بل إن جزءاً منها كان (وهو المهم) بمقابل معنوي، أو بدعم سياسي بصورة أدق، وأبسط مثال على ذلك هو حجم التأييد الدولي لموقف السعودية تجاه قطر يضاف إليه مشكلاتها وسياستها (قطر) تجاه عدد من الدول كانت حاضرة، والتي وجدت أن موقف السعودية كدولة لا خلاف معها فرصة للرد على الدولة المشاغبة قطر.

لكن هل امتنعت قطر عن الدفع فعلاً؟

الجواب: لا.. لكن أساس المشكلة هو رؤية إدارة ترامب، التي تؤيد الاعتماد على حليف واحد فقط، وهو أمر تقبلته الدول العربية المهمة كالإمارات ومصر (التي هي أصلاً حليف مقرب لإدارة ترامب)، وأثار حفيظة قطر، التي لم تكن لتبخل بأموالها عن ترامب لو أنه اختارها حليف منفرداً بدلاً عن السعودية، أو سمح لها مشاركتها (السعودية) في إدارة المنطقة.

ثانياً: قطر والتقرب من إيران

علاقة الخليج مع إيران موجودة، يفرضها الواقع رغم التوتر التاريخي، ولو كانت علاقة قطر مع إيران هي السبب لكانت سلطنة عمان أولى بالمقاطعة من قطر، فالعلاقة بين سلطنة عمان وإيران جيدة وتعتبر السلطنة وسيطاً في كثير من المشاكل بين الخليج وإيران، لا سيما الأزمة السورية.

ثالثاً: قطر تدعم الإرهاب

في الواقع هذا ليس رأياً عادياً، بل هو تصريح للرئيس الأميركي نفسه الذي أعلن صراحة أن قطر ملزمة بالامتناع عن دعم الإرهاب وجماعاته، الموجودة فيها كقيادات الإخوان وحماس وغيرها من مؤسسات أو أفراد، خاصة من أدرجت أسماؤهم في قائمة الإرهابيين، الذين تتخذهم قطر كوسيلة للضغط على الدول، من خلال التحريض على العنف والفوضى، والفتن، وتحرص على دعمهم مادياً أو إعلامياً.

إذن ما سبب أزمة دول الخليج مع قطر؟

في تصريحات لوزير الخارجية السعودي، أشار إلى ما يفسر أزمة الخليج وقطر، ما ستفهمه من تصريحات الجبير لن يخرج عن مسمى العقوبات التأديبية، فقطر دولة خليجية، ورفض الجبير صراحة الوساطات من غير دول مجلس التعاون الخليجي دليل كافٍ للفهم أن الوصول إلى نهاية الأزمة مرتبط بتفهم قطر أن مصيرها في خطر حقيقي إذا ما انسلخت عن الخليج، أو استثمرت غضب جيرانها واتبعت سياسة لا تتفق مع السياسة العربية الخليجية الرسمية، سواء في العلن أو الخفاء.

طبعاً العقوبة التأديبية لا تنفذ إلا بوجود خطأ، وخطأ قطر أنها خالفت مقررات قمة ترامب – الخليج التي أعطت السعودية مفاتيح البلدان الخليجية، بل والعربية (باستثناء عدد منها) لصناعة جبهة قوية في المنطقة، تحت قيادة موحدة تنسق مع الولايات المتحدة وتوحد جهود الدول المذكورة تجاه منافسي الولايات المتحدة أولاً، ومن يهدد استقرار دول الخليج وحلفائها.

الأهم من ذلك ليس مصير قطر ومستقبل دورها في المنطقة، فالحصار الذي فرض عليها جعلها محاصرة، وما يتم حالياً من محاولات للمواجهة سينتهي حالما تستمر السعودية وحلفاؤها في الضغط عليها في مجالات مختلفة، أبرزها الاقتصاد المهم في هذه الأزمة هو مستقبل المنطقة، والأزمات الكبرى التي تمر بها في ظل التنسيق السياسي الذي نراه، واتحاد الآراء تجاه مَن يخالف التوجه العربي العام.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد