ماذا فعل داعش بالمدنيين.. شهادة فتاةٍ موصليَّة من أرض المعركة

أخذ نفساً وكان يتكلم بصوت المجرم المنتشي بجريمته "لقد فجرنا 17 مفخخة على الجيش بالقرب من مستشفى صدام" فرد والدها عليه "وما ذنب المدنيين الذين قتلوا؟" فرد المجرم بكل برود "الناس ها هي"

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/17 الساعة 05:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/17 الساعة 05:06 بتوقيت غرينتش

تواصل زميلتي زينة سرد ما حدث لهم من معاناة في ظل احتلال داعش لمدينة الموصل.

" الإعدامات ومصادرات الأموال" هذا ما كان داعش يفعله على الرغم من استمرار المعارك في الجانب الأيسر من المدينة، كل هذا بداية شهر 11، في وقتها كانوا مقتنعين أن دولتهم "باقية وتتمدد" كما يصفون.

"الأوضاع كانت تسوء يوماً بعد يوم" بدأ مخزون الأكل يقل تدريجياً، وبدأت ملامح المجاعة تظهر في المدينة، وكانوا يحاولون أن يظهروا السيطرة باستبدال لوحات السيارات تارة، بإعدام الشباب تارة أخرى. كانوا يستعرضون عضلاتهم على الضعفاء بعد خسائرهم المتواصلة في الجانب الأيسر من المدينة.

"المدينة أصبحت سجناً كبيراً، خلال سبعة أشهر لم نخرج سوى مرتين" بسبب القصف الجوي والمدفعي الذي ربما يستهدف المدنيين عن طريق الخطأ، ولم يكن الطريق يخلو من حسبة داعش الذين يحاسبون الناس على توافه الأمور.

تخبرني زميلتي أن سعر برميل النفط وصل لي 450$ ولم يستمر لمدة وانقطع بعدها، عادت الناس إلى العصور البدائية، بفضل خرافة الدولة الإسلامية. تحدثني أنه أسوأ شتاء مر عليهم "متنا من البرد" كما وصفته، الكهرباء كانت من مولدات خاصة ولمدة ست ساعات خلال اليوم كله ومخصصة الإنارة فقط.

"قطعوا الماء والكهرباء عن الأيسر وتم تحويلها إلى الأيمن" هكذا ردت عندما سألتها عن كيفية الحصول على الماء والكهرباء، وكانت محطة الماء الرئيسية تقع في حي اليرموك، وعندما تتعرض للقصف يتم تصليحها خلال 5 ساعات لأن العمال يعملون تحت تهديد السلاح، والذي يتخلف يكون مصيره القتل.

"سعر السيجارة الواحدة من 2$ إلى 3$" هذا نموذج عن الارتفاع الجنوني في الأسعار، ناهيك عن الذي يضبط متلبساً بالجرم المشهود، فهذا يعاقب أشد العقاب، أما جنود الخلافة المزعومون فهو حلال عليهم "لأنهم في رباط"

في أحد الأيام كانت تسترق السمع في حوار دار بين والدها وأحد قيادات التنظيم الذي جاء يفخر بما فعله.

أخذ نفساً وكان يتكلم بصوت المجرم المنتشي بجريمته "لقد فجرنا 17 مفخخة على الجيش بالقرب من مستشفى صدام" فرد والدها عليه "وما ذنب المدنيين الذين قتلوا؟" فرد المجرم بكل برود "الناس ها هي"

كان هذا في بداية شهر 12

تقول زينة كنا نشاهد التلفاز ونبكي بسبب مشاهد القتل للأطفال والنساء التي تحدث نتيجة قصف الهاونات التي تنزل كالمطر على المناطق المحررة، فسألتها وما هو المسوغ الأخلاقي لهم "إن كانت لهم أخلاق" قالت يقولون عادي" هؤلاء مرتدون".

الطحين والرز والزيت كانت متوفرة، بالإضافة إلى البطاطا والبصل، ولكن الأسعار كانت خيالية، فقطعة البصل الواحدة بسعر 5$، أما الأخوة المجرمون "أقصد المجاهدون" على حد وصفهم فكانت أصناف الطعام متوفرة لهم، الخضراوات واللحوم إلى آخره من أنواع الغذاء.

قرر عناصر التنظيم منع بيع الحنطة التي كانت الغذاء الأساسي لكثير من الناس، وحصرها على عناصره فقط، مع العلم أن الحنطة كانت موجودة على شكل تلال

كان الناس خائفين فقسم منهم خائف من أن داعش سيقوم بأعمال انتقامية وقسم كان خائفاً مما سوف تفعله القوات المسلحة نتيجة للدعاية التي كان ينشرها جنود التنظيم المجرم بين السكان.

وقالت سأحدثك لاحقاً عن المهاجرات وعن الزواج بين أفراد التنظيم، وكيف كانوا يعيشون هناك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد