حين يرفع طرف ما في الحرب الراية البيضاء، فإنه يعلن استسلامه، بشكل نهائي، ومنذ زمن طويل، تحول العَلَم الأبيض إلى رمز متعارف عليه دولياً، لكن القليل من الناس تساءلوا حول السبب الذي دعا إلى اتخاذ اللون الأبيض لهذه المناسبة.
ويوضح تيم مارشال، وهو الخبير بهذا المجال وصاحب كتاب يتحدث فيه عن سياسات الأعلام وقوتها في حسم المعارك، أن ثمة سهولة في التعرف على الراية البيضاء، كما أنها لا تستدعي أي قراءة أو معرفة تاريخية؛ إذ يكفي أن يراها المرء حتى يتبين المراد منها.
فيما يقول الكاتب الروماني كورنيليوس تاسيتوس: إن الظهور الأول للراية البيضاء، عام 109 م، أما قبل هذا التاريخ، وتحديداً في معركة كريمونا الثانية التي وقعت عام 69 م، كان الرمز الروماني المميز للاستسلام هو رفع الجنود دروعهم فوق رؤوسهم.
أما الراية البيضاء فيعتقد المؤرخون أنها رُفعت قديماً، كون القماش الأبيض كان الأكثر شيوعاً وفي متناول الجميع، فضلاً عن أن اللون الأبيض لون مميز يمكن تمييزه أثناء احتدام المعركة.
وعالمنا اليوم يعتبر الراية البيضاء رمزاً دولياً ليس فقط للاستسلام، بل للإشارة لوقف إطلاق النار وإجراء المفاوضات في ساحة المعركة أحياناً.
وبحسب ما نقل موقع "بزنس إنسايدر"، فإن الراية البيضاء لا تعكس الألوان القاتمة، كما أن الحمام الأبيض يرمز إلى السلام في الإنجيل والثقافة الشرقية وحتى الدين الإسلامي.
فضلاً عن ذلك، يمكن رؤية الراية البيضاء عن بُعد، وتشير بعض التقديرات التاريخية إلى أن الراية البيضاء جرى اتخاذها رمزاً للحداد والحزن لدى الصينيين قبل نحو 4 آلاف عام.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.