نصف عام على معركة الموصل

خلال نصف عام على معركة الموصل حلت بسكان الموصل كوارث لم يشهد لها القرن الحالي مثيلاً، لكن العالم الذي أصبح بلا ضمير لم يكترث لوضع المدنيين وما حل بهم، بل يشغلهم فقط استعادة المدينة ولو كانت كوم ركام متناثراً ومدينة أشباح كما حل بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/20 الساعة 03:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/20 الساعة 03:59 بتوقيت غرينتش

منذ بدء عملية الهجوم على الموصل قبل نصف عام بمشاركة دولية بهذا الهجوم الذي لم تهتم القوات المهاجِمة بما سيحل بالمدنيين المحاصرين في الموصل الذين يشكل الأطفال والنساء أغلبية من المحاصرين الذين وقعوا بين مطرقة القوة المهاجمة وسندان داعش، فكلا طرفي الحرب كل همه هو تحقيق المكاسب الميدانية باستخدام القوة المفرطة التي أوقعت الآلاف من المدنيين بين شهيد وجريح، وحولت حدائق منازل الموصل لمقابر لدفن الشهداء، بعدما أصبح من المستحيل دفن الشهيد في المقبرة بسبب القصف المدفعي والجوي العنيف والمكثف من قِبَل القوات المهاجمة التي استخدمت سياسة الأرض المحروقة بحرب الموصل، فقتلت البشر ودمرت الشجر والحجر، وجعلت مدن أم الربيعين كوم أطلال من الركام الذي يضم تحته جثامين الشهداء الذين دمرت منازلهم على رؤوسهم من قِبَل قوات التحرير.

فخلال نصف عام على معركة الموصل حلت بسكان الموصل كوارث لم يشهد لها القرن الحالي مثيلاً، لكن العالم الذي أصبح بلا ضمير لم يكترث لوضع المدنيين وما حل بهم، بل يشغلهم فقط استعادة المدينة ولو كانت كوم ركام متناثراً ومدينة أشباح كما حل بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

فأهم وأبرز ما حل بسكان الموصل من كوارث ومآسٍ أوجزها بهذه النقاط التالية لتبيان حقيقة وضع المدنيين الأبرياء الذين أصبحوا فريسة المتصارعين.

استشهاد أكثر من 13000 مدني بريء وجرح أكثر من 25000 أغلبهم نساء وأطفال قُتلوا بالقصف الجوي والمدفعي الحكومي والتحالف.

تهجير أكثر من 750 ألف مدني في مخيمات النزوح التي تعتبر سجوناً في الفضاء الطلق؛ حيث المآسي والجوع والحرمان من التنقل وعدم توفير الرعاية الصحية للنازحين.

اختطاف عدد كبير من الرجال من قِبل مليشيا الحشد التي نقلت عدداً كبيراً من المخطوفين لأماكن مجهولة لم يعرف مصيرهم إلى الآن.

إعدامات ميدانية من قِبل ميليشيا الحشد والقوات الحكومية التي أظهر عدد من تسجيلات الفيديو جرائم إعدام مدنيين أبرياء خارج نطاق القانون، ومن دون توجيه تهمة لهم، بكل كانت الشعارات الطائفية الحاقدة تصدح بقوة أثناء تنفيذ جرائم الإعدام.

تدمير 70% من مباني جامعة الموصل التي توالى طيران التحالف والحكومة على تدميرها بالقصف المكثف، ولا ننسَ مجزرة جامعة الموصل التي نفذها طيران التحالف، وكذلك داعش دمر عدداً من مباني الجامعة.

تدمير حوالي 75% من الساحل الأيسر لمدينة الموصل وقدرت أضرار الساحل الأيسر بأكثر من 14 مليار دولار.

جرائم تعذيب وإهانة سكان الموصل من قِبل القوات الحكومية، فقد ظهر بتسجيل فيديو جندي وهو يحمل طفلاً قد أُبيدت عائلته بالكامل ولم ينجُ سوى هذا الطفل، ويردد هذا الجندي عبارات تطعن بعفة وطهارة حرائر الموصل بمشهد حقد طائفي يثبت حقيقة تحرير الإنسان المزعوم.

تدمير مدن وقرى بالكامل، وهذا ما أكدته منظمة هيومان رايتس ووتش بالصور لقرى دمرتها ميليشيا الحشد بالمتفجرات والجرافات للحيلولة دون عودة سكان هذه القرى لمناطقهم بعملية تغيير سكاني (تهجير السنة) بعدة مناطق من الموصل، كما حدث في أيمن الموصل بتاريخ 14 أبريل/نيسان 2017 عندما قامت ميليشيا سرايا الجهاد بتهجير 1500 مواطن والاستيلاء على منازلهم.

أعمال سلب ونهب قامت بها ميليشيا الحشد لمعارض السيارات ومحال المجوهرات والدوائر الحكومية ومنازل المدنيين.

عودة ظاهرة الخطف والجثث المجهولة والسطو المسلح لمناطق الساحل الأيسر الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية وميليشيا الحشد.

مجازر يومية تحل بسكان الساحل الأيمن لمدينة الموصل الذين يفتك بهم القصف المكثف من قِبَل قوات التحرير.

مجاعة كبيرة تحل بالمدنيين المحاصرين في أيمن الموصل واستشهاد عدد من الأطفال، وكبار السن بسبب الجوع ونقص الدواء، ونقص حليب الأطفال، وعدم استطاعت الأمهات إرضاع أطفالهن بسبب الجوع الذي أصابهم أدى لقطع الحليب من صدور الأمهات.

عدم وجود ممرات آمِنة لخروج المدنيين المحاصرين، وكذلك داعش تقوم بعملية إعدام كل مَن يحاول الخروج من المدينة، فكلا طرفي الصراع يفتك بالمدنيين تحت تهم كاذبة.

إبادة عوائل بكاملها جراء القصف العنيف المتعمد الذي دمر أحياء كاملة في الموصل كما حدث (في الموصل القديمة والموصل الجديدة وحي الثورة).

وفوق كل هذه الجرائم تكشف يوم 23 أبريل/نيسان 2017 تسجيل فيديو لقائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، وهو يتفقد جرحى قواته ويخبرهم أنه سحق المنطقة، وأخذ ثأرهم في 100 وهذا يثبت جريمة الإبادة الجماعية للمدنيين المتعمدة من قِبَل القوات المهاجمة، وهذا يعارض القانون الدولي واتفاقية جنيف التي تنص على حماية المدنيين وقت الحرب، وكذلك يثبت حقيقة تحرير الإنسان الذي يدعيه العبادي وثبت حقيقة ثابتة لا تقبل النكران وهي (تحرير الإنسان الذي يتحدث عنه العبادي هو بسلب حياته وتدمير منزله فوق رأسه)، كما أثبت تسجيل الفيديو جرائم الإبادة الجماعية في ناحية جرف الصخر شمال بابل وكذلك مجازر الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار وبيجي في صلاح الدين التي اعترف بها الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، بهذا التسجيل وهو يتبادل الحديث من جرحى قواته في المستشفى.

فأي تحرير هذا الذي يقتل به الآلاف من المدنيين بشكل مجازر متعمدة ومن بقي حي يهجر بمخيمات الذل والقهر والحرمان، وأين احترام كرامة الإنسان التي منحها الله تعالى له، لكن قوات التحرير التي سحقت مناطق بأكملها باعتراف أحد أهم قادتها وتستخدم الفسفور الأبيض بقصف المدينة توصل رسالة بكل وضوح بأننا نحرركم بسلب حياتكم وقتلكم وجعل منازلكم قبوراً لكم، فسحقاً للتحرير الذي تباد فيه العوائل، وتهان فيه كرامة الحرة الموصلية، ويشرد فيه الإنسان، وتسحق فيه المدن مع سكانها.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد