لننقذ أميركا ولنتوقف عن اللطف ولنشعل الجحيم

يجب أن يواجِه المسؤولون المنتخَبون وطاقم البيت الأبيض صعوبة في الصعود أو الهبوط من سياراتهم وفي الخطابات العامة التي يُلقونها بالمنظمات والمراكز البحثية في أرجاء العاصمة وبكل مكان، يجب أن يتم إمطارهم بالأسئلة ورفع اللافتات في وجوههم وهم في طريقهم إلى الظهور الإعلامي بالشبكات التلفزيونية حيث يلقون بأكاذيبهم كل يوم، ويجب مواجهتهم بأكاذيبهم التي قالوها للتو بعد مغادرتهم للمنصات التلفاز.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/16 الساعة 01:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/16 الساعة 01:45 بتوقيت غرينتش

اتخذ دونالد ترامب أكثر خطواته السلطوية رعباً بطرده جيمس كومي مدير الـ"إف بي آي" الذي كان يقود تحقيقاً في علاقة حملته المحتملة بروسيا.

قد يرى البعض هذا باعتباره خطوة مباشرة نحو تركيز السلطة، ونعم نحو الفاشية كما رأيناها تحصل في دول أخرى وبتركيا مؤخراً والعديد من الدول الأخرى عبر التاريخ التي يمكنك أن تختار منها المثال الذي تشاء.

ولم يُمضِ ترامب سوى 4 أشهر على رأس إدارته!

حان الوقت للتحرك إلى ما هو أبعد من التظاهرات المؤدِّبة ضمن حدود محددة. حان الوقت لتصعيد تعبيرنا عن غضبنا واستيائنا بطريقة ضخمة.

بدءاً من اليوم ومن الآن فصاعداً، لا يمكننا أن نسمح لمسؤول منتخب، وخصوصاً أعضاء الحزب الجمهوري الذين يدافعون عن ترامب ويدعمونه على سبيل المثال، بأن يحظوا بجلسة هادئة وجميلة لتناول الغداء أو العشاء في واشنطن العاصمة، سواءً في الخارج أو حتى بمنازلهم. يجب أن يطارَدوا بالمتظاهرين في كل مكان، خصوصاً بالأماكن العامة في المطاعم وأماكن التسوق وبمناطقهم، وبالطبع في الأماكن العام خارج منازلهم وشققهم بواشنطن وفي ولاياتهم الأصلية.

مسؤولو البيت الأبيض أيضاً -أولئك الذين يمكّنون للدكتاتور- يجب أن يتم تحدّيهم في كل مكان، وكذلك أعضاء المراكز البحثية المحافظة الذين يدعمون ترامب، وأولئك الذين يدعمونه علناً في أعمدتهم الصحفية وفي التلفاز.

يجب أن يواجِه المسؤولون المنتخَبون وطاقم البيت الأبيض صعوبة في الصعود أو الهبوط من سياراتهم وفي الخطابات العامة التي يُلقونها بالمنظمات والمراكز البحثية في أرجاء العاصمة وبكل مكان، يجب أن يتم إمطارهم بالأسئلة ورفع اللافتات في وجوههم وهم في طريقهم إلى الظهور الإعلامي بالشبكات التلفزيونية حيث يلقون بأكاذيبهم كل يوم، ويجب مواجهتهم بأكاذيبهم التي قالوها للتو بعد مغادرتهم للمنصات التلفاز.

يحضر هؤلاء الناس أيضاً حفلات دعم وجمع تبرعات في الليل والتي يسهل تحديد أماكنها. هذه الفعاليات يجب تعطيلها ومقاطعتها من داخلها من الخارج حتى يجيب هؤلاء السياسيون عن الإهمال الذي ينخرطون فيه. بول رايان، راعي المنزل، يجب ألا يكون قادراً على حضور أي فعالية أو أن يأكل طعامه خارجاً أو يستمتع بعشاء في المنزل دون سماع الناس يعربون عن مدى الضرر الذي يصيب حياتهم وعائلاتهم الذين يعيشون في ظروف فظيعة بسبب أفعاله.

قد يبدو هذا تطرفاً وخارجاً عن حدود بعض الناس، لكن دونالد ترامب لا يعمل ضمن الحدود ولا أي أحد من الذين يمكّنون له. يجب أن نقاوم بقوة متساوية. لكن دعوني أكن واضحاً: أنا لا أدعو للعنف أو أي تصرف بلطجي مثل الذي مارسه مؤيدو ترامب خلال الحملة الانتخابية.

أدعو للقيام بما فعلته مجموعات ACT UP ومجموعات إنقاذ حياة مرضى الإيدز الذين انخرطت معهم في التسعينات والثمانينات عندما كانت حياتنا على المحك وعندما كان قومنا يموتون من حولنا، وعندما سمحت الحكومة بهذا الموت؛ لأنها اعتقدت أن لا أحد يعبأ بالمثليين الذين يموتون أو الموتى بالفعل.

لا تحتاج حشوداً كبيرة ولكنك تحتاج فكرة تجذب الناس وتضع الهدف نصب عيونهم وتكشف عن شغفهم وتجذب الانتباه قائلاً: "لن نسمح لكم بالعمل كالمعتاد".

قامت مجموعات ACT UP بغلق إدارة الغذاء والدواء تحت شعار "سيطروا على إدارة الغذاء والدواء"، كما كنا نسمي المظاهرات حينها. البهو المقدس لبورصة نيويورك تم غزوه ومعاهد الصحة الوطنية امتلأت بالمتظاهرين؛ نشرة أخبار CBS تمت مقاطعتها حرفياً من قِبل النشطاء في الموقع؛ توقف قداس كاتدرائية سانت باتريك الذي يقوده الكاردينال أو كونار الذي يعاني رهاب المثلية بفعل أولئك الذين يموتون في ممرات الكنيسة الشهيرة؛ واقٍ ذكري كبير تم إنزاله على بيت السيناتور الجمهوري المعادي بشدة للمثليين جيسي هيلمز من نورث كارولينا.

كان هناك العديد من المحتضرين والجالسين وتوقَّف المرور مرات ومرات في المدن بجميع أرجاء أميركا. تم نعتنا بكل الأوصاف، ولكننا لم نمتلك شيئاً لنخسره. غيَّرت ACT UP مسار التاريخ، وهي قصة حُكيت مرات عديدة في السنوات الأخيرة.

كانت الأجواء حينها، مع اختلاف الزمن والتجربة، مشابهة للتي نعيشها الآن. نرى إمكانية موت ديمقراطيتنا ومعاناة العديد من الناس. أحد أصدقائي القدامى جريج جونسلافز كتب عن أننا نحتاج ACT UP لنوقف ترامب كير. بعد طرد كومي، نحتاج ACT UP ضد كل ما يعنيه ترامب وكل من يمكّن له.

الأوقات الصعبة تتطلب إجراءات صعبة وتتطلب عصياناً مدنياً على غرار حركة الحقوق المدنية. الديمقراطيون الذين لا يقاومون بقوة يجب استهدافهم أيضاً. الآن، كل العمل في البرلمان يجب أن يتوقف فوراً من قِبل الديمقراطيين، على سبيل المثال لدينا جلسة استماع خاصة بشأن قضية ترامب-روسيا والتي دعا إليها الديمقراطيون. ويجب علينا إجبارهم على فعلها.

واشنطن هي شركة، حيث يلعب الجميع فيها بحسابات المصالح والمفاسد حتى في أثناء الأزمات السياسية. لذا أقترح أن يتم مطاردة هؤلاء السياسيين وطاقم البيت الأبيض والداعمين لرئاسة ترامب المدمرة في كل زاوية وركن. اللعب الهادئ الآن يعني توقيع حكم بالإعدام.

لذا، أنا أتوسل خيراً في وسائل المقاومة حتى الآن، كل وسيلة قد تم اتخاذها؛ مثل: المسيرات، ومكالمات الهاتف للكونغرس، وكتابة الرسائل، والتظاهرات في قاعات المدينة كانت قوية ويجب عليها أن تستمر. لكن حان الوقت لأن نكون أكثر قوة وتأثيراً.

طرد كومي نقلة جريئة باتجاه الفاشية ويجب علينا إيقافها قبل فوات الأوان. نحن الآن نحارب من أجل حياتنا كما نعرفها، ليس لدينا وقت لنضيعه.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد