1 مايو عيد شغل.. عيد ماذا يا هذا؟!

عندنا في تونس لا نعرف هل نحن معنيّون بهذا التكريم، ولا نعرف هل يحق لنا أن نضع أيدينا في أيدي عمال العالم من الذين آمنوا بـ"قيمة العمل" فانصرفوا إلى الجهد والابتكار لتوظيف عقولهم وسواعدهم في التنمية والارتقاء بشعوبهم ومواطنيهم لملامسة العيش الكريم، حقيقة لا نعرف.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/14 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/14 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش

1 مايو/أيار عيد الشغل -أو عيد العمال- هو عيد وأيقونة استحقاق لتكريم ولو رمزي لمن أعملَ فكره أو شغل ساعده في بناء هذا الوطن وكابد في همة للدفع به نحو انتعاش تنموي وإقلاع اقتصادي ينفع البلاد والعباد.

عندنا في تونس لا نعرف هل نحن معنيّون بهذا التكريم، ولا نعرف هل يحق لنا أن نضع أيدينا في أيدي عمال العالم من الذين آمنوا بـ"قيمة العمل" فانصرفوا إلى الجهد والابتكار لتوظيف عقولهم وسواعدهم في التنمية والارتقاء بشعوبهم ومواطنيهم لملامسة العيش الكريم، حقيقة لا نعرف.

لكننا نعرف جيداً، وبإجماع واسع وعريض، أننا شعب لم نتوفق بعد إلى الإيمان بـ"قيمة العمل زائد قيمة الوقت"، تماماً كما ضاع إيماننا بجماليات أخرى وواجبات أخرى.

نعرف أيضاً أننا سارعنا -في فرح وشوْق- إلى تقنين ودسترة حق الإضراب قبل أن نعي جيداً حق وحرية وضرورة العمل في بلد أكثر طاقاته مهدورة والأخرى نائمة تدمن الكسل والاستهلاك، بينما كثير من شعوب الأرض الأخرى تصنع كل يوم المعجزات في برها، ولما لم يسعها البر انتقلت إلى البحر والجو فغزتهما وطوَّعتهما.

أيضاً نعرف أننا مؤهلون لاحتلال أول المراكز والتسجيل بالبنط العريض في صفحات موسوعة غينيس بولائمنا وعصائدنا والتفنن في تفصيل وخياطة رايتنا، ولنا فيها باع ومراتب (مشرفة جداً) أيضاً.

كما أننا ما زلنا نعايش رواسب ونتائج مسلسلات إضراباتنا وقطع الأرزاق والطرق وإغلاق المؤسسات الخاصة والوطنية التي وقعت طيلة السنوات الماضية، ما زلنا نحصد نتائج تسببنا في غلق وإفلاس مواردنا وثرواتنا بأيدينا، إضرابات بالجملة على مدار السنوات الفارطة، بعضها عشوائية مشبوهة والأخرى منظمة بمباركة اتحاد الشغل الراعي الرسمي.

فهل بعد هذا، وعلى الحال الذي نحن عليه ومع استشرافات وتحذيرات أهل الاختصاص وجماعة الاقتصاد من التردي الحاضر والقادم، مع نسبة بطالة عالية ونمو منخفض جداً، هل يحق لنا أن نستقبل 1 مايو/أيار وأن ننعم بالاحتفال بعيد العمال -وضميرنا راضٍ- جنب بقية عمال العالم؟!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد