اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة 28 أبريل/نيسان 2017 أن تركيا "تعرف جيداً" ما يجب القيام به لإعادة إطلاق عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي، معددة لائحة "معايير" بدءاً من حقوق الإنسان إلى "علاقات حسن الجوار".
وقالت موغيريني في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فاليتا، والذي شارك فيه التركي مولود جاويش أوغلو، إن "الاتحاد الأوروبي لديه مصلحة كبيرة في أن تكون تركيا مستقرة وآمنة ومزدهرة اقتصادياً وديمقراطية".
وأكدت أن "نيتنا ليست ولن تكون أبداً القيام بأي شيء يمكن أن يضر بتركيا". إلا أن "معايير مفاوضات الانضمام واضحة جداً تماماً".
وأضافت موغيريني "إذا ما كانت تركيا مهتمة بمفاوضات الانضمام كما قال لنا اليوم وزير خارجيتها جاوش أوغلو فهي تعرف جيداً ما ينطوي على ذلك، وخصوصاً في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون، والديمقراطية، والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية وسائل الإعلام، وبطبيعة الحال (في ما يتعلق) بعقوبة الإعدام واحترام القانون الدولي ومبدأ علاقات حسن الجوار".
من جهته، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن "لا أحد يريد القطيعة" ولكن "الورقة الآن في يد تركيا".
وأضاف إيرولت أنه "لا يجب على تركيا أن تخشى الديمقراطية، بالعكس، فإنها تعطي المصداقية. وسيادة القانون تعطي القوة".
وعقد وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في مالطا، حيث ناقشوا الجمعة العلاقات مع تركيا.
إلى ذلك طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مساء الجمعة، الدول الأوروبية، بالابتعاد عن ازدواجية المعايير، والتزام الصدق والوضوح إذا كانت ترغب في إقامة علاقات مع أنقرة.
وقال في تصريحات صحفية، أدلى بها عقب اللقاء "دول الاتحاد الأوروبي بدأت تدرك أخطاءها حيالنا، فإن كنتم (أيها الأوروبيون) تريدون التعاون وإقامة حوار معنا، عليكم أن تبتعدوا عن المعايير المزدوجة المتبعة تجاهنا، وتكونوا صادقين وواضحين في مواقفكم".
وأضاف الوزير "يسألون كيف يمكننا إصلاح العلاقات مع تركيا، وما هي الخطوات التي نحن بحاجة إلى اتخاذها؟. وأنا قلت لهم آرائي في هذا الصدد، وبشكل ودي واجهتهم بأخطاء بدأوا يتفهمونها".
وأكد جاويش أوغلو أن بلاده تطالب أوروبا باتباع تقارب بعيد عن العقبات السياسية، مشدداً على ضرورة أن تكون علاقاتهم مع تركيا صادقة.
وأضاف: "رأيتهم وكأنهم تعلموا الدروس من تقارباتهم الخاطئة، وأخطائهم، وآمل أن يكونوا صادقين".
وتشهد هذه العلاقات اضطرابات منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو التي تلتها عمليات فصل وتوقيف واعتقالات واسعة أثارت قلق الاتحاد الأوروبي..
وتصاعد التوتر بين أنقرة وبروكسل خلال حملة الاستفتاء على صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فقد اتهم أردوغان الاتحاد الأوروبي بدعم معارضيه بعد إلغاء تجمعات كان سيشارك فيها وزراء أتراك في مدن أوروبية.
ودعا الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي الجمعة إلى تحسين العلاقات مع تركيا، مؤكداً أن أنقرة تبقي "أبوابها مفتوحة".
وقال أردوغان خلال ندوة نظمها مركز "أتلانتك كاونسيل" للدراسات في إسطنبول "دعمتم الحملة من أجل +لا+ (في الاستفتاء)، خسرتم. الآن، يتعين عليكم أن تطووا هذه الصفحة، وأن تسعوا إلى تطوير علاقاتكم مع تركيا".
إلا أن النمسا، البلد الأوروبي الذي يوجه إلى أنقرة انتقادات تفوق ما يوجهه سواه، كررت دعوتها إلى تجميد رسمي لمفاوضات الانضمام التي بدأت في 2005، لكنها متوقفة منذ سنوات.
وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس لدى وصوله إلى فاليتا، "أعتقد أنه من الخطأ التمسك بوهم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما تبتعد تركيا أكثر عن أوروبا كل سنة".
لكن ألمانيا حذرت من وقف مفاوضات الانضمام.
وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إن "الحكومة الألمانية تعارض معارضة شديدة وقف مفاوضات الانضمام".
وأضاف أن "هذا لن يكون عاملاً مساعداً.. بل رد فعل سيئاً جداً من وجهة نظرنا"من شأنه أن "يدفع" تركيا "باتجاه روسيا