مابعد ” خان شيخون “

قبل أعوام أعلن أكثر من ستين دولة عن نواياها بدعم السوريين، وأطلقت على نفسها أصدقاء الشعب السوري، ولكنها لم تقدم المساعدة المادية والعسكرية الدفاعية اللازمة لمقاومة عدوان جيش النظام وأعوانه من المحتلين الروس والإيرانيين والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية وغيرها

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/22 الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/22 الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش

"1"
السوريون بغالبيتهم الذين يعز عليهم الوطن ويناصرون ثورتهم ضد الاستبداد، ويبحثون عن مستقبل أفضل يعيشون فيه بأمان، وفي ظل النظام الديمقراطي يرحبون بكل مَن يدعم قضيتهم، ويناصر ثورتهم، ويقف إلى جانبهم ضد نظام الإجرام الذي يهدد وجودهم بكل أنواع الأسلحة، بما فيها الكيماوي، وحسب قراءتي وإذا ما اكتفت الإدارة الأميركية بضربة مطار الشعيرات، المبلغة عنها مسبقاً فما هي إلا محاولة لتنفيس ردود الفعل المحلية والعالمية، وحماية النظام من "الآتي الأعظم"، ومحاولة رفع العتب، واعتبار ذلك مدخلاً لتحسين شروط تعاطيها مع الأزمة السورية، بما في ذلك الارتقاء بالعلاقة مع المحتل الروسي، أما إذا أقدم الرئيس ترامب على خطوات أخرى تسهل إسقاط النظام فسيكون لنا مداخلة تناسبها.

"2"

كما أعتقد لو توافر الآن للسوريين من العرب والكرد وباقي المكونات قيادة سياسية معارضة كفوءة ونزيهة منتخبة من الغالبية الشعبية عبر المؤتمر الوطني الجامع، ومعبرة عن أهداف الثورة في التغيير الديمقراطي، لكان بالإمكان استثمار الرأي العام الدولي الناقم على نظام الأسد، خصوصاً بعد هجومه الكيماوي في خان شيخون، وبعد بوادر تغيرات في "مزاج" إدارة ترامب لصالح الشعب السوري، وضد مواقف كل من نظامي روسيا وإيران المحتلين، وبعبارة أوضح فإن العامل الموضوعي المؤاتي يبقى مبتوراً وعاجزاً من دون استكمال شروط العامل الذاتي، وكلنا ثقة بقدرات وشجاعة وإبداعات وإرادة شعبنا السوري.

"3"

تعقيباً على دعوة د. رياض حجاب بصفته رئيس "الهيئة التفاوضية" (إلى اجتماع موسع يضم كافة القوى السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل العملية السياسية، في ظل تصاعد جرائم النظام وحلفائه..) نقول: لا بأس من الدعوة؛ لأنها تشي بالوصول إلى الطريق المسدود وتوحي بالعجز ولكنها (الدعوة) ستخفق بتلك الطريقة المطروحة وبدون تشكيل لجنة تحضيرية من غالبية مستقلة مطعمة بشرفاء الجيش الحر تشرف على تنظيم مؤتمر وطني جامع؛ لكي يبدأ السوريون مرحلة ما بعد خان شيخون بتحقيق الانتصارات، وبخلاف ذلك لن تكون سوى محاولة أخرى ترمي إلى إعادة تكرار ما فشل سابقاً، ونزيد: وقبل كل ذلك من واجب السيد حجاب ومن معه وقيادة الائتلاف والمجلسَين السوري والكردي التوجه إلى السوريين بالاعتذار، وإعلان التنحي الذاتي قبل فوات الأوان.

"4"

قبل أعوام أعلن أكثر من ستين دولة عن نواياها بدعم السوريين، وأطلقت على نفسها أصدقاء الشعب السوري، ولكنها لم تقدم المساعدة المادية والعسكرية الدفاعية اللازمة لمقاومة عدوان جيش النظام وأعوانه من المحتلين الروس والإيرانيين والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية وغيرها، وشعر السوريون بأن (أصدقاءهم، وفي المقدمة إدارة أوباما)، قد خذلوهم وتركوهم تحت رحمة قوى الشر والعدوان، مما أدى ذلك إلى اختلال التوازن لصالح النظام، كما أثر ذلك سلباً على العملية السياسية وتجميد مفاوضات جنيف وشلها.

"5"

لا فائدة من الإدانة والبيانات، فالكلمات تعجز عن التعبير حول مأساة خان شيخون، ومجزرة الأطفال، والرد الأمثل والمناسب هو بتعاضد كل من يعز عليه الشعب والوطن من الثوار ومناصريهم من كافة المكونات الوطنية والأطياف والتوجه نحو عقد المؤتمر الوطني الإنقاذي الجامع، الذي طالما ندعو إليه، وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات المرحلة الجديدة، ودحر النظام الفاشي والمحتلّين الروس والإيرانيين، وتنظيف سوريا من كل الميليشيات المغامرة والمذهبية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد