"1"
منذ عام وهو يحذر من تبعات فشل الأحزاب الكردية السورية فرداً على الأسئلة الموجهة إلى الرئيس مسعود بارزاني حول الوضع الراهن لكرد سوريا ومسؤولية الأحزاب، أجاب: "هناك انشقاق في الصفوف مع خلافات حادة"، "وهم لا يعلمون إلى أين هم ذاهبون فلا تفاهم لا مع المعارضة ولا مع النظام"، "وليس لديهم أهداف واضحة وغير مقبولين لا من النظام ولا من المعارضة"، "وهم يستخدمون كمحاربين ضد داعش من دون أية آفاق من بعد داعش، ولذلك أنا في غاية القلق"، كما أوضح أنه "في البداية التقى مع كل التنظيمات الحزبية الكردية السورية كأخ وصديق، وأوصيتهم بالاتحاد وإقرار تحديد موقعهم مع النظام أو ضده، ولكن من دون جدوى".
"2"
بثت قناة الجزيرة حلقة حول تاريخ علاقات إسرائيل بالمسؤولين السوريين، وقد أشار المتحدث الرئيسي المدعو خليل المقداد إلى اقتصار المتواطئين مع إسرائيل على "الأقليات"، وتحديداً الأكراد والعلويين، وأورد أمثلة على ذلك (الكردي حسني الزعيم)، حسب تعبيره، وهو دام في الحكم فقط أربعة أشهر، مستنداً على تصريح منسوب إلى صهره (نذير فنصة) بأنه سمع أن الإسرائيليين اتصلوا بالزعيم، طبعاً لسنا هنا بصدد تأكيد أو نفي ما ذهب إليه هذا العنصري الإخوانجي، ولكن هل يجوز إلصاق العمالة بقومية معينة أو مذهب أو دين معينين؟ وهل يصح دمغ العرب السوريين بالعمالة إذا كان هناك آلاف منهم اتهموا أو أدينوا بالتجسس لصالح الأجنبي وإسرائيل على مدى عقود ماضية؟
إننا نحذر من أصحاب هذا الخطاب العنصري – المذهبي، وجلهم إما من قوميين شوفينيين أو من جماعات الإسلام السياسي والإخوان، تحديداً عبر فضائية وظيفتها بث الفرقة والشقاق، وتبني مشروع أخونة المنطقة، والتشكيك بوطنية المختلفين.
"3"
صديقي الحزبي المخضرم من إقليم كردستان العراق، وفي معرض استعراض الوضع الراهن في سوريا، أخبرني على سبيل استذكار سنوات المحنة واللجوء والإقامة هناك، بأن ممثلي الأحزاب الكردستانية لم يكونوا مرتاحين لاعتبار نظام دمشق القضية الكردية في العراق مسألة أمنية، والعلاقة تمر عبر أقنيتها، ومن أجل التخفيف من الإحراج تم ترتيب لقاءات (على فنجان قهوة) مع الأمين العام المساعد لحزب البعث عبد الله الأحمر، لدى ختام كل اجتماع مع الأجهزة الأمنية، وكنا نحن نعلن عما دار من مواضيع من طرف واحد، مع سكوت الطرف الآخر، ومناسبة هذا البوست هي تصريحات معلنة غير دقيقة تفتقر إلى الصدقية، ومن طرف واحد، من جانب ممثلي الأحزاب الكردية السورية، خلال زيارات إلى مكاتب حكومية في أميركا وبلدان أوروبية.
"4"
في يوم الحرية والسلام (21 – 3 – 2629 كردي) عندما قاد "كاوا الحداد" انتفاضة الحرية ضد الحاكم الظالم "أزدهاك"، وانتصر على الاستبداد، وحرر الكرد وشعوب المنطقة من جور مصاصي الدماء، الذي صادف أول أيام الربيع في ربوع كردستان أهنئ شعبي في كل مكان بعيده القومي، راجياً له تحقيق طموحاته المشروعة، وأقول لشعبي السوري وشركاء النضال: كل نوروز ونحن معاً في وطن حر، وفي ظل نظام ديمقراطي، متمنياً لكل شعوب العالم السلام والتقدم.
"5"
البيان المنسوب إلى المبعوث الأميركي لسوريا، الذي أنهى مهمته بعد عامين مايكل راتني (12 – 3 – 2017) يتضمن رسائل قابلة لأكثر من تفسير، فأولها بمثابة نقد شديد اللهجة لكل من (المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية) لمسؤوليتها في تنامي نفوذ جماعات القاعدة في صفوف الثورة، وسكوتها عن ذلك، وثانيها اعتبار ذلك سبباً في امتناع أميركا (كصديق للشعب السوري) عن تقديم الدعم اللازم، وثالثها وبما أن كيانات المعارضة المشار إليها تحت وصاية الإخوان المسلمين، فهم المعنيون بالاتهام وتحمل جريمة إخفاق الثورة، ورابعها النأي بالنفس عن أي التزام مستقبلي تجاه (المعارضة)، وتركها تحت رحمة الروس، والانصياع لمتطلبات مسار المصالحة مع النظام التي ارتضتها المعارضة أصلاً بعد إغراقها بالوافدين الجدد من صلب نظام الأسد.
والسؤال: أولم يكن أشرف لهذه المعارضة لو عادت إلى الشعب عبر مؤتمر وطني سوري جامع؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.