إن التعاطي مع الضربة الأميركية للأراضي السورية كحدث لا أهمية له هو تسطيح للأمور، القراءة الواقعية والمنطقية لما جرى توجب علينا التسليم؛ لأنها خطوة جديدة تحمل معاني ومدلولات كثيرة، أن تتجاوز الإدارة الأميركية الجديدة الحد الذي لم تستطِع إدارة أوباما تجاوزه، فهذا الأمر لا يمكن تفسيره إلا وفق فرضيتين:
– الفرضية الأولى أن المنطقة تتجه نحو تصعيد خطير.
– الفرضية الثانية في عهد الرئيس الأميركي ترامب حصل اتفاق روسي أميركي على خوارزمية معينة للحل.
لعل الخبر المهم الذي لم يتطرق إليه أحد هو الصواريخ الأميركية الضائعة فقد أطلق 99 صاروخاً، وصل منها إلى مطار الشعيرات 23 فماذا عن الـ36 الأخرى؟!
ففي ظل وجود نظام مراقبة جوية لمنظومة إس 400 الروسية (المتفوق على نظرائه في العالم) فما الذي يعنيه الإعلان عن وصول 23 صاروخاً إلى أهدافها في القاعدة، وأن البحث ما زال جارياً عن أماكن سقوط 36 صاروخاً الأخرى؟!
لنفترض أن الصواريخ الـ36 طارت على مستوى منخفض تحت مستوى الرادار وهذا شبه مستحيل عملياً، حسب مواصفات التوماهوك، حتى وإن حدث ذلك فإن الأقمار الصناعية الروسية والأميركية على حد سواء تستطيع تحديد مسار تلك الصواريخ وأماكن سقوطها.
فهل الصواريخ الـ36 الضائعة هي رسالة روسية لأميركا فحواها أن موسكو غير راغبة بالتصعيد لذلك سمحت بالصواريخ الـ23 بالوصول لأهدافها بالمقابل اعترضت 36 صاروخاً كان مسارها يدعو للشك؟
الرسالة الروسية فهمتها واشنطن جيداً؛ لذلك ردت عليها إيجاباً بتصريح من البنتاغون أعلن فيه أن الضربة الأميركية بصواريخ كروز في سوريا يوم الجمعة (ضربة منفردة)، مما يعني أنه من المتوقع أن تكون ضربة وحيدة، وألا تكون هناك خطط حالية للتصعيد.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.