كثر مقت هذا العالم اللعين، وتناسلت أخبار الصخب والفوضى بالملايين، لم يعد أغلبنا يطيق العيش في كوكب سيصير أحمر لا أزرق من كثرة الدماء المسفوكة والأجساد المنهوكة.
تطاحنات بالجملة ونزاعات تصادفنا كل يوم أو ساعة أو دقيقة، عالم يغلب عليه طابع المصالح الذاتية والمنفعة الشخصية، براغماتية قذرة أبرز ما يميز الوجوه المسيطرة على اللعبة، رعب هنا وآخر هناك، نتعذب بالصراخ والدمع والألم الذي صار جحيماً لا يطاق، صور بشعة، مجازر بشرية خلفت وراءها أيتاماً، وأرامل وثكالى، ما الغاية من كل هذا؟!
إليكم أكتب بضع كلمات، لا تترجوا مني نصيحة أو وصايا، فقط اقرأ أيها المواطن العربي وحاول استيعاب حروفي، فلتقم الآن من مخدعك، وانفض الغبار عن قلبك، وابحث عميقاً عن إحساس يكاد ينعدم في وجدانك، ذاك الشعور بالانجذاب لشخص ما، أو شيء ما، والتعلق به تعلقاً يصعب التخلص منه، لا يهم من سيعاني فيكم، الأهم هو الجو الرائع الذي ستخلقونه والخير الكبير الذي ستنشرونه.
نقّب في فؤادك عن الإحساس الذي يجعل البدايات أجمل، والذي يجعلنا لا ننسى التفاصيل؛ لنكون أكثر حذراً، فتّش عن الصفة التي تجعل الروح تسمو وتشق وتمتلئ لتخلد في أذهاننا معاني الابتهاج، التقط تلك العاطفة التي تنسينا كل جروح الألم والغبن.
نعم.. إنه الحب، تعلقوا بالحب ولقنوه لمعارفكم، فبالحب سيزول بغض العالم، ستضحك الموناليزا من جديد ويشتعل قبس تمثال الحرية، ستعود بغداد من بعيد وتغني اليمن وسوريا، علموا أبناءكم الحب، وهو سيعلمهم كل شيء، علموهم حب الله والحياة وحب كل المختلفين عنا ديانةً ولغةً وعِرقاً، علموهم حب أنفسهم، علموهم حب الحب نفسه.
بكل إيمان سنصل يوماً إلى أقصى درجات السلام لو عرفنا استخدام "سيد المشاعر".. سنعيش بلا شك في عالم ملؤه السعادة والأمان.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.