حان الوقت لأن تدعم الولايات المتحدة بيشمركة روج

إن دعم الولايات المتحدة لقوات روج سيولد حالة جديدة من التفاؤل بين الشباب الكردي الذي يسوده رغبة عارمة بالدفاع عن المناطق الكردية، ومشاركة القتال إلى جانب إخوتهم من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وسيبادر الآلاف للتطوع ضمن صفوف هذه القوات.

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/20 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/20 الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش

يتجه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى تأكيد الدور القيادي للولايات المتحدة في المنطقة، ومن دون شك في سوريا؛ حيث الملف الأكثر تعقيداً الذي ينتظر دبلوماسيي الإدارة الجديدة، بعد أن عاشت الولايات المتحدة سنين من التراجع فيما يتعلق بسياساتها الخارجية، في ظل إدارة أوباما التي تميَّزت بالحذر وعدم المغامرة.

يزداد الصراع على النفوذ في سوريا بين الدول الإقليمية واللاعبين الفاعلين الدوليين؛ حيث تظهر روسيا وإيران كقوتين فاعلتين في سوريا على خط مع سياسات الأسد وتركيا بدعمها لفصائل مسلحة ذات صبغة إسلامية، فيما تملك الولايات المتحدة تحالفاً تكتيكياً مع القوات الكردية المتمثلة بوحدات حماية الشعب.

لا يعرف الكثير عن الأبعاد السياسية والاستراتيجية لهذا التحالف لرغبة أميركية مستمرة لإبقاء الغضب والتذمر التركي ضمن السيطرة وحدود لا تصل إلى الانفجار السياسي بين الطرفين.

من وراء حدود المناطق الكردية السورية، وتحديداً في إقليم كردستان العراق توجد بضعة آلاف من المقاتلين الكرد من شباب كُرد سوريا، ويطلق عليهم "بيشمركة روج"؛ حيث تم تدريبهم على يد قوات البيشمركة، وشاركت في عدة معارك ضد تنظيم داعش، خصوصاً معركة تحرير سد الموصل، ينتظر هؤلاء المقاتلون قراراً سياسياً بالتدخل في مناطق روج آفا.

وسط حالة من الخلافات التي تسود المناطق الكردية لم تتحقق رغبة آلاف من هؤلاء المقاتلين، وأصبحت هناك خشية من حدوث اقتتال كردي داخلي؛ لأن خطوة كهذه تحظى بالتأييد من طرف المجلس الوطني الكردي، وتلاقي الرفض من قِبل الإدارة الذاتية التي تمسك بزمام الأمور، والأقوى حالياً على فرض الشروط، ومنها توقيت دخول هذه القوات ومهامها.

من خلال دعم هذه القوات سيصبح لدى الولايات المتحدة نفوذ أوسع ضمن أطياف الشعب الكردي في سوريا، وحركته السياسية التي تتهم بعض أطرافه وحدات حماية الشعب الكردية باتباعها لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتمثل أداة ضغط سياسي لممارسة سياسة حزب واحد على بقية الأطراف بقوة السلاح الذي تملكه.

لا يُفهم لماذا تركت أميركا الكرد مُختلفين ومنقسمين سياسياً حتى الآن ولم تلعب دوراً في درء الخلاف الكردي الداخلي في سوريا، ولم تقدم لهم الدعم الدبلوماسي والتكتيكي لإدارة مناطقهم، وممارسة السياسة ضمن توجه واحد وفريق تفاوضي مشترك قادر على تحقيق المطالب الكردية ومواجهة كل من المعارضة والنظام؟

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني، وخلال زيارته إلى أميركا قبل نحو شهر، دعا إدارة أوباما إلى دعم قوات البيشمركة السورية؛ لأنها يمكن أن تكون جسراً بين الأطراف السياسية وتسهم في استقرار المنطقة.

إن دعم الولايات المتحدة لقوات روج سيولد حالة جديدة من التفاؤل بين الشباب الكردي الذي يسوده رغبة عارمة بالدفاع عن المناطق الكردية، ومشاركة القتال إلى جانب إخوتهم من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وسيبادر الآلاف للتطوع ضمن صفوف هذه القوات.

يستحق الشعب الكردي في سوريا أن تقف الولايات المتحدة إلى جانبه، وهو الذي يحمل نفس القيم الأميركية في التحرر ومحاربة التشدد ومشاركة المرأة.

إن الالتزام الأميركي بالدعم السياسي والعسكري سيُجبر الأطراف السياسية الكردية على وضع خلافاتها جانباً، وتكون الحليف الأمثل الذي طالما بحثت عنه لحفظ مصالحها في سوريا والمنطقة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد