في حضور إيفانكا التي جلست على يساره.. ماذا قال رئيس وزراء كندا لترامب عن اللاجئين؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/13 الساعة 16:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/13 الساعة 16:41 بتوقيت غرينتش

استقبل دونالد ترامب، الإثنين 13 فبراير/شباط 2017، جاستن ترودو بالبيت الأبيض، في إطار اجتماع دقيق لرئيس الوزراء الكندي، الذي يأمل انتزاع تسوية حول التبادل الحر وإسماع آرائه في قضيتي المناخ والهجرة.

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بالتعاون في مجالات التجارة والأمن والهجرة، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لن يسمح لـ"الناس الخطأ" بالدخول إلى الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي في مستهل طاولة مستديرة ركزت على موضوع دور النساء بالشركات: "أنا سعيد جداً بأن أكون هنا اليوم مع رئيس الوزراء ترودو الذي كانت أعرف والده (بيار إيليوت ترودو رئيس الوزراء الكندي الأسبق) وأُكنّ له احتراماً كبيراً".

وحضرت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي، الاجتماع وجلست إلى يسار المسؤول الكندي وقبالة والدها، بحضور سيدات أعمال من البلدين.

عمل مشترك

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع ترودو، من البيت الأبيض في واشنطن: "أتعهد بالعمل معك من أجل تحقيق الكثير من مصالحنا المشتركة، بما في ذلك علاقات تجارية أقوى بين الولايات المتحدة وكندا".

وأضاف: "ذلك يشمل سفراً وهجرة آمنة وكافية ومسؤولة عبر الحدود (بين البلدين)، وهذا يشمل كذلك شراكة في الأمن الداخلي والدولي".

وعلى صعيد موقفه من انفتاح كندا على الهجرة، قال ترامب: "على صعيد الوطن، فعلينا أن نوجد حدوداً، وعلينا أن نسمح للناس الذين يحبون بلادنا بالدخول، وأنا أريد تحقيق هذا، نريد أن يكون لدينا أبواب مفتوحة، كبيرة وجميلة".

واستدرك: "لن نسمح للناس الخطأ بالدخول ولن أسمح بذلك أن يحدث خلال عهد هذه الإدارة".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إنه "لطالما أدركت كندا أن الحفاظ على أمن الكنديين هو أعلى الأولويات الأساسية لأي حكومة، وهو بالتأكيد شيء نركز عليه نحن".

وأكد أن الالتزام بهذه السياسة، لا يمنع استمرار الانفتاح على المهاجرين واللاجئين دون المخاطرة بأمن البلاد.

وأشار ترودو إلى أن بلاده استقبلت في العام الماضي، أكثر من 40 ألف لاجئ سوري عن طريق التعاون مع الولايات المتحدة، وحلفائهم حول العالم في المجال الأمني.

وقال ترودو "آخر أمر يتوقعه مني الكنديون أن آتي لاعطاء دروس لبلد أخر"، مشدداً على أن بلاده عازمة على مواصلة سياسة "الانفتاح" على اللاجئين وأن تكون "مثالاً إيجابياً للعالم".

"الحديث بصراحة"

وترودو، هو ثالث مسؤول أجنبي يستقبله ترامب بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. ووعد بأن يتحدث إلى الرئيس الأميركي بـ"صراحة واحترام".

وكان ترودو وصل عصراً إلى البيت الأبيض وقدم لترامب صورة بالأسود والأبيض تظهره مع بيار إيليوت ترودو في نيويورك عام 1981.

لا

وقال لترامب: "سنستمر في استقبال المهاجرين والمحافظة على سلامة الكنديين أولوية لدينا أيضاً".

وقال ترودو الجمعة في يلونايف، عاصمة منطقة الأقاليم الشمالية الغربية، إن "كندا ستبقى على الدوام وفيّة للقيم التي أفضت إلى قيام هذا البلد الاستثنائي المنفتح".

وتحظى العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وجارتها الشمالية اللتين تتشاركان أطول حدود في العالم بامتيازات خاصة؛ إذ تذهب ثلاثة أرباع صادرات كندا إلى الولايات المتحدة، فيما تعد كندا الوجهة الأولى لصادرات 30 ولاية أميركية.

وانتقد ترامب مراراً اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا الموقع عام 1994، داعياً إلى إعادة التفاوض في شأنه. إلا أن تفاوضاً من هذا النوع لن يكون سهلاً.

وكان ترودو، الداعم المتحمس للتجارة الحرة، أكد أهمية هذا الاتفاق لاقتصاد بلاده وحذر من الحمائية.

وشدد الجمعة على "مسألة أن ملايين الوظائف الجيدة على طرفي حدودنا تعتمد على التدفق السلس للبضائع والخدمات عبر الحدود".

ولم يحدد ترامب ما الذي يريد تطويره في عملية إعادة التفاوض، لكنه وصف الاتفاق بـ"الكارثة" على الوظائف الأميركية، وهدد بفرض رسوم على الواردات من المكسيك.

"قطبان متنافران"

ولا يمكن لترامب وترودو أن يكونا أكثر اختلافاً، انطلاقاً من طريقة وصولهما إلى السلطة، مروراً بخطهما السياسي، وليس انتهاء بأسلوبهما.

ووصل ترودو الذي كان والده رئيس وزراء يحظى بشعبية، إلى الحكم عبر وعوده بتوفير "حكومة إيجابية وجيدة" للكنديين وتعزيز صورة البلاد في الخارج.

أما قطب العقارات ترامب، فدخل البيت الأبيض عبر فوز صادم في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني على هيلاري كلينتون بعدما رسم لوحة قاتمة عن وضع البلد ووعد بأن تكون "أميركا أولاً".

واستُقبل ترودو بحفاوة في البيت الأبيض العام الماضي، وأشاد بـ"قيادة" الرئيس السابق باراك أوباما في مجال التغير المناخي.

وهو بلا شك سيلقى تعاطياً مختلفاً تماماً من ترامب الذي تضم دائرة المقربين منه عدداً من المشككين في قضية المناخ، بينما يبدو عازماً على إلغاء أجزاء كبيرة من موروث سلفه.
ولم يعلق رئيس الوزراء الكندي بعدُ، بشكل مباشر، على مرسوم الرئيس الأميركي المثير للجدل الذي قضى بحظر دخول جميع اللاجئين، إضافة إلى المسافرين من 7 دول غالبية مواطنيها من المسلمين، إلى الولايات المتحدة.

إلا أنه أوضح موقفه من الأمر عبر تغريدة على "تويتر"، كتبها بعد يوم من صدور القرار الرئاسي الأميركي نهاية الشهر الماضي، قائلاً: "إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم".

ورغم اختلافهما في عدد كبير من القضايا، فإن ترامب وترودو يتفقان على مشروع الأنبوب النفطي الضخم "كيستون إكس إل" بين كندا والولايات المتحدة الذي عرقله أوباما قبل أن يعيد ترامب إحياءه.

تحميل المزيد