قصة ثورتنا “قصيدة”

ذاك الصباحُ الذي قد لاح لائحُه يوماً هنالك في ميدان ثورتهِ يوم انطلقنا جميعاً نقتفي حلماً أن يخرج النور من أعماق ظلمتهِ كان الصباح جميلاً زاهياً حلواً وكانت الروح قد تاقت لطلعتهِ لكنه قد مضى وكأنه برقٌ سرعان ما غادر الدنيا ببرقتهِ

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/29 الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/29 الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش

صفعته فانقدحت شرارتنا
وثارت ثورةُ البركانْ
في تونس الخضراء
في مصر وفي ليبيا
وفي اليمن الحكيمِ
وفي شامِ النورِ والنيرانْ
هتفت جموع الثائرين
الآن، قد آن الأوان الآنْ
الآن نقتل خوفنا
الآن نغسل عارنا
الآن نكسر قيدنا
الآن نحْطِم سجننا.. وندوسُه السجّانْ
قد قالها الشابّي من زمنٍ وأسمعهم بها
ولكنْ صُمّت الآذانْ
إنا إذا شئنا الحياةَ
فليس للقدرِ سوى التصديقِ
وليس للباغي سوى الإذعانْ
طوفانْ..
يقتلع السدود مزمجراً
من ذا يعاند غَضْبة الطوفانْ
*****

وتساقطوا صنماً وراء صنَمْ
كانوا يظنّوننا جموعَ غنَمْ
سنظل نعبدهم لعلفتنا
ونظل في هذا الوجود عدَمْ
لكنْ صنعنا غير ما ظنّوا
ندموا، ولكنْ لاتَ حين ندمْ
*****

لكن وبعد سقوطهم قاموا
في شكل أشباهٍ وأشباحٍ أُخرْ
قاموا ليجتثوا براعمنا
لنظل موتى في قرار حُفرْ
عشنا بها دهراً من الزمن
حتى إذا داعي الحياة أمرْ
قمنا نلبي أمر دعوته
وتطول أيدينا لجارات القمرْ
*****

فاستكثروا أن نبلغ الغاية
فتآمروا والشرق والغربُ
جمعوا علينا كل جندهمُ
وتكاثروا واشتدت الحربُ
كربٌ ألمّ بنا وأجهدنا
نحن الضعاف، فيا له كربُ
معهم قوى الدنيا بأجمعها
معنا الرجاء وخافقٌ صبُّ
*****

كانت نهايتنا كما كانت
عدنا كما كنّا، كما كانوا
هم للكراسي وسطوتها
رُدّت إليهم بعدما خانوا
ونحن للقهر والإذلال نجرعه
مرت بنا معه أزمانٌ وأزمانُ
كأنما خلقوا كي يملكوا أبدا
ويستبدّوا بمن في الأرض قد هانوا
*****

كُتب الهوانُ علينا فاستسغناهُ
وعاش في ذاتِنا حتى ألفناهُ
الدهر لو جاد يوماً بالصباح لنا
يمحو بيسراه ما أهدته يمناهُ
فيمكث الليل في آفاقنا حتى
تعمى العيون ولا ترنو لإلهُ
ليلٌ يلفّ علينا الكون أجمعه
يا ليلُ أين صباحٌ قد رجوناهُ
*****

ذاك الصباحُ الذي قد لاح لائحُه
يوماً هنالك في ميدان ثورتهِ
يوم انطلقنا جميعاً نقتفي حلماً
أن يخرج النور من أعماق ظلمتهِ
كان الصباح جميلاً زاهياً حلواً
وكانت الروح قد تاقت لطلعتهِ
لكنه قد مضى وكأنه برقٌ
سرعان ما غادر الدنيا ببرقتهِ
*****

يا ربُّ كلُّ الحوادثِ في يديك ولا
تمضي لآخرها من غير قصدٍ منكْ
يا ربُّ إن قلوباً كدّها وجعٌ
وإن راحتها فيما يُحَدَّث عنكْ
وجاء في الآي أن الليل مندحرٌ
مهما يطول وأن الصبح سوف يعود
وأن أظلم ما في الليل يعقبه
بَدْء النهار، ومن ثَمّ الضياء يسودْ
*****

يا ربُّ إنا اجتهدنا قدرَ طاقتنا
وإن طاقتنا ليست بلا حدِّ
يا ربُّ إنا ضِعافٌ هدّنا جهدٌ
يا ربُّ إنا بلغنا منتهى الجهدِ
يا ربُّ دبّر لنا فالعجزُ قيّدنا
ما عاد يُمضي لنا تدبيرُنا شيّا
وفي يديك إلهي كلّ قادِمنا
وإن منك هناك الرشدَ والغيَّ

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد