مسعود بارزاني.. مقاتل كردي يكافح في الحرب والسلم

سنوات المحن وأوقات الصعاب ليست غريبة على شخص الرئيس بارزاني؛ حيث منحته سنوات الكفاح والنضال من أجل الكرد الحكمة والرؤية الثاقبة بما يخدم قضية شعبه، محافظاً بذلك على الثوابت والمبادئ الكردستانية التي تربى عليها من والده رمز الحركة الكردية المعاصرة الملا مصطفى بارزاني.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/16 الساعة 02:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/16 الساعة 02:52 بتوقيت غرينتش

لعل أجمل ما ودَّع به إقليم كردستان عامه السياسي المنصرم هو المؤتمر الذي عقد في الجامعة الأميركية بمدينة دهوك، واستمر ليومين، وحضره أكاديميون وباحثون بارزون وساسة سابقون ناقشوا الموضوع الأهم على الساحة الكردستانية ألا وهو الاستقلال، حلم ملايين الكرد، كما أن خير ما بدأ به الإقليم عامه الجديد هو استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

فبعد أن أثبت الكرد للعالم أنهم الجبهة الصلبة والحصن المنيع في مواجهة الإرهاب والتنظيمات الوحشية وقوى الظلام، ها هم يخوضون المرحلة الأهم بعد جبهات القتال وانتهاء دور البندقية ألا هي الدبلوماسية ولقاءات الساسة، فمن بوابة عاصمة إقليم كردستان، هولير يُستقبل كبار الدبلوماسيين الغربيين من رؤساء ووزراء ومستشارين.

يسير الكرد بكل ثبات في مبتغاهم السلمي للحصول على الاستقلال، متبعين الطرق الدبلوماسية ومُنتهجين سبيل التفاهم والحوار لتحقيق آمال شعب كردستان.

يقف على رأس الدبلوماسية الكردية الرئيس مسعود بارزاني، مقاتل الأمس البعيد والقريب، الذي أمضى جلَّ حياته يُقاتل في صفوف البيشمركة، وهو اللقب والمنصب الأقرب إلى قلبه، الذي طالما افتخر به.

سنوات المحن وأوقات الصعاب ليست غريبة على شخص الرئيس بارزاني؛ حيث منحته سنوات الكفاح والنضال من أجل الكرد الحكمة والرؤية الثاقبة بما يخدم قضية شعبه، محافظاً بذلك على الثوابت والمبادئ الكردستانية التي تربى عليها من والده رمز الحركة الكردية المعاصرة الملا مصطفى بارزاني.

إن التاريخ المشرف لهذه العائلة في النضال الطويل لأجل قضية شعبهم والمكانة الرفيعة التي يتحلى بها الرئيس بارزاني في قلوب شعب كردستان والثقل القومي الذي يحظى به بين عموم شعب كردستان في الأجزاء الأربعة تضعه في المقدمة كمرجعية سياسية في هذه المرحلة، وتعقد عليه آمال الشعب الكردي في تحقيق الاستقلال والمُضي قدماً إلى أفضل مراتب التطور والتقدم.

ويشهد التاريخ أنه في كل جنازة في كردستان سوريا لمقاتلين شباب استشهدوا على أرض كردستان، يحضر قسم الولاء والفداء والوفاء لنهج الرئيس بارزاني، هذه العلاقة والتفاني لم تنشأ بسبب روابط الحزب والتبعية السياسية وإنما هي ناتجة من اعتقاد بوطنية وصدق هذا المناضل.
قدم الرئيس بارزاني لشعبه وللعالم أجمع مواقف تاريخية جسدت عمق الكرد، وأن الكرد أمة واحدة فكان بحق رجل السلام والحرب معاً، فقد دعم مبادرة السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وشكلت زيارته التاريخية إلى ديار بكر في عام 2013 محطة بارزة في تاريخ المنطقة؛ حيث كانت تسود لغة السلاح فقط.

عندما كانت كوباني في كردستان سوريا على وشك السقوط أرسل السلاح وقوات البيشمركة إلى المقاتلين الكرد في المدينة المحاصرة، وناشد الأصدقاء تقديم الدعم الجوي وحمايتها وتحررت المدينة وأصبحت رمزاً للوحدة الكردية وتلاقي بندقية النضال الكردي.

لم تغِب عنه خلافات كرد سوريا السياسة فقد أشرف بنفسه على مبادرات التوافق بين أطياف الحركة الكردية في سوريا ودعاهم للوحدة ورص الصفوف.

نجحت الدبلوماسية الكردية في ظل قيادة الرئيس بارزاني في مسألة حشد الدعم لقوات البيشمركة في حربها ضد قوى الظلام والإرهاب، كما أن القضية الكردية تعيش في مرحلة مفصلية يعاد فيها رسم خارطة المنطقة والنفوذ، وكما قال الرئيس بارزاني فإن حدود سايكس – بيكو قد انتهت، وإن الحدود الجديدة تُرسم بالدم.

وسط حروب ونزاعات المنطقة وتبدل المواقف السياسية تسير الدبلوماسية الكردية بقيادة الرئيس بارزاني بثبات مُحافظة على ثوابتها ومبادئها في كل المحافل والمناسبات لتحقيق الآمال الكردية، التي كانت في حقبة من الزمن بعيدة المنال وأقرب إلى الاستحالة.

لطالما عانى الكرد تاريخياً من لعب وحيل السياسة بسبب غياب القائد والانقسام في الرؤى، ولذلك ينبغي على الكرد استغلال الظرف التاريخي الموجود في المنطقة والالتفاف حول شخصية الرئيس بارزاني، والوقوف معه في سعيه لتحقيق حلم الاستقلال، وإيجاد وطن للكرد

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد