على حافّة الحلم

سيأتي يوم ويجلس فيه السوريون جنباً إلى جنب لوضع أسس الحياة في سوريا الجديدة، لا أحد يعلم كيف ستسير الأمور؟ مَن سيبقى؟ مَن سيرحل؟ ومَن سيتجرّع مرارة الانتصار على أخيه؟!

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/10 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/10 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش

"سيأتي يوم وتنتهي فيه هذه الحرب"، قال مثل هذا الكلام كثيرون، وهم على حق، فلا شيء يبقى إلى الأبد.

إذاً، سيأتي يوم ويجلس فيه السوريون جنباً إلى جنب لوضع أسس الحياة في سوريا الجديدة، لا أحد يعلم كيف ستسير الأمور؟ مَن سيبقى؟ مَن سيرحل؟ ومَن سيتجرّع مرارة الانتصار على أخيه؟!

ما أرجوه وشريحة كبيرة جدّاً من السوريين، وهذه الشريحة بالمناسبة تتكوّن من الطرفين -معارضة وموالاة- وقد تكون الأكثرية الحقيقية، ما أرجوه هو عدم حصول المتعصبين الدينيين والطائفيين – بغضّ النظر عن طائفتهم- على حصّة في سوريا المستقبل باستثناء أماكن عبادتهم من جوامع وكنائس ومقامات، ولا أعرف ماذا أيضاً!! فهذا حقّهم الذي من المفترض أن يضمنه لهم الدستور، أمّا غير ذلك فالأسلم لسوريا أن يكونوا بعيدين عن أي موقع قرار، وهذا لا يعني إقصاء المتدينين العاديين فهؤلاء "نحن" بشكل من الأشكال.

ستتغير غداً الكثير من الأشياء، مثلاً قد يتغيّر عَلَم البلاد، فإن حصل هذا وتوافق الطرفان أو الأطراف على تغييره، فأرجو أن يبتعد تكوين العلم الجديد عن تكويني العَلَمين الحاليين -النجوم الخضراء والحمراء- وكذلك عن باقي الأعلام التي ترفعها الفصائل الإسلامية أو التي تدّعي الإسلام "داعش" كمثال.

أتمنى أن يحوي العلم الجديد تشكيلاً يجمع السوريين ولا يفرّقهم؛ لذا من الأسلم البحث عن شيء حيادي لا يرتبط بالتاريخ المُختَلف على أغلب مفاصله، ولا بالأديان ولا بالقوميات، قد يكون من المناسب اعتماد رسم يُظهر يداً بيضاء تمسك غصن زيتون أخضر، أو أي نبتة أخرى تنتشر في بيئتنا -كما هو حال علم كندا- ومن المهم برأيي أن يكون هناك لونان فقط "الغصن واليد بالأبيض، والخلفية بأي لون كان" وأقترح الخمري أو الأخضر على سبيل المثال.

قد يتغيّر النشيد الوطني، وفي هذه الحال آمل أن تكون الكلمات الجديدة خالية من كلّ ما اعترضتُ عليه في موضوع العلم، ومن المفيد أيضاً عدم التطرّق لما حصل خلال السنوات الخمس الفائتة لا سلباً ولا إيجاباً، وأن تلحظ كلماته حبّ السوريين للحياة، من فرح وفن وعلم وجمال.

قد تتغيّر أسماء بعض المدن أو السّاحات أو الشوارع الرئيسية أو المدارس… إلخ، كذلك الأمر، آمل أن تختفي الأسماء الدينية والقومية والعقائدية والشخصية عن كلّ المنشآت المدنية ويستعاض عنها بأسماء على شاكلة "ساحة العشّاق أو شارع الزنبق أو مدرسة حب الآس أو ملعب قوس قزح… إلخ".

ماذا سيتغيّر أيضاً؟ ستتغيّر أشياء كثيرة، وآمل أن تتغيّر نحو الأفضل، ولكن أهم ما يجب أن يتغيّر نحو الأفضل هو نحن، وهذا لا يحصل دفعة واحدة خلال أيام، هذا يحتاج لزمن يقصر أو يطول حسب ما نبذل من جهود مخلصة في هذا المجال.

هل هذا حلم صعب المنال؟ ممكن أن يكون كذلك، ولكن، من له الحق في منعنا عن الأحلام؟!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد