عربي بوست – ترجمة
في حملة ترشحه إلى البيت الأبيض، تمكن دونالد ترامب من إتقان فن إسقاط نقائصه على خصومه؛ في الماضي، نجح رونالد ريغان -الذي ادعى دور الرياضي في هوليوود فقط وقضى فترة الحرب في التدرب على الأفلام العسكرية- في وصم جورج هربرت والكر بوش -الطيار الحربي الذي حصل على العديد من النياشين وقائد فريق البيسبول في ييل- بالجُبن، لاحقاً، تمكن بوش الابن -الذي لم يقُم بدور هام في السنة التي قضاها مع الحرس الوطني الجوي في تكساس- من الاستفادة من الهجوم الذي شُنَّ على سجل بطل فيتنام جون كيري، وهو ما يقودنا إلى ترامب.
في إعلانه التليفزيوني الأخير، ادعى ترامب أن "هيلاري كلينتون لا تهتم سوى بالسلطة والمال ونفسها"، وهو ما يأتي من الرجل الذي يستمر في الترويج لمنتجعاته وأعماله التجارية -حتى في خضم حملته الرئاسية- والذي بددت مؤسسته الخاصة أموال المتبرعين على شخصه، كما تتكون سجلات خدمته العامة من المشاركة في أحد مواكب إسرائيل في نيويورك، والذي يتفاخر بعدم دفع الضرائب.
ينتقص ترامب من "هيلاري المحدبة"، التي لم تواجه أي محاكمة، واعداً بحدوث ذلك، على الرغم من إغلاق مدير مكتب المباحث الفيدرالية للتحقيق الذي تعرضت له للمرة الثانية. يأتي هذا على لسان ترامب، الذي رُفعت ضده الدعاوى القضائية وأشهر إفلاسه مراراً وتكراراً، والذي ينتظر محاكمته بتهمة الاحتيال هذا الشهر، (كما كان قد حوكم بتهمة الاغتصاب)، كما أدين اثنان من المساعدين الرئيسيين لحاكم نيوجيرسي كريس كريستي -الذي قاد الهتافات المنادية بسجن كلينتون في مؤتمر ترشيح ترامب- بتهمة إساءة استخدام مكتبه وبأوامر منه.
أفضل الطرق لرد هذه الاتهامات الواضحة هي الادعاء بأن فضيحة البريد الإلكتروني لكلينتون -التي أُغلقت دون أي عقوبات- هي أكبر من "ووترغيت" وأن هيلاري هي "أكثر الأشخاص الذين ترشحوا لرئاسة الولايات المتحدة فساداً"، يأتي هذا من الرجل الذي ما زال يرفض نشر إقراراته الضريبية.
يستمر ترامب في التحذير من حدوث انتخابات "مزورة"، بينما يحث مناصريه على ترهيب الناخبين في يوم الانتخابات. هذا الرجل الذي تفاخر -في العلن لا في مكالمة هاتفية خاصة- بالاعتداء الجنسي، يستمر في الاعتراض على مجرد السماح لهيلاري كلينتون بالترشح للرئاسة.
هيلاري كلينتون التي سخرت أعواماً للدفاع عن حقوق الأطفال، وضمان برنامج التأمين الصحي للأطفال، والتي خدمت بلادنا في مناصب السيدة الأولى، وعضوية مجلس الشيوخ ووزارة الخارجية، والتي تتمتع بمساندة معظم مسؤولي الأمن القومي السابقين في كلا الحزبين، بالإضافة لكل الرؤساء الباقين على قيد الحياة.
يمكن للمرء أن يعارض هيلاري في أي عدد من النقاط، إلا أن فكرة منعها من الترشح -بينما تفصل رجل العقارات المبتذل عن الفوز بالرئاسة بضع نقاط- هي فكرة سخيفة.
بالطبع، نجح استخدام ترامب لهذه الأساليب في تعزيز فرص نجاحه، ربما لأن الناس يصدقون ما يرغبون في تصديقه، ولأن الأشخاص الجيدين لا يرغبون حتى في وضع اعتبار لمزاعمه بالرد عليها.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.