قد يكون من الممكن أن تتوصل أوبك إلى اتفاق للحد من مستوى الإنتاج في وقت لاحق من العام الحالي في أعقاب الفشل في إبرام اتفاق في الجزائر هذا الأسبوع، إذ إن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها السعودية ربما تدفعها إلى التنازل أكثر لغريمتها إيران.
كان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2016 إنه ينبغي السماح لإيران ونيجيريا وليبيا بالإنتاج "بالمستويات القصوى المعقولة" في إطار أي اتفاق لتحديد مستوى الإنتاج قد يتوصل إليه خلال اجتماع أوبك المقبل في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعد هذا تحولاً استراتيجياً للرياض التي قالت في السابق إنها ستخفض الإنتاج فقط في حال قيام الدول الأعضاء بأوبك والمنتجين المستقلين بالمثل.
ومن جهتها قالت إيران إنها لابد أن تستثنى من تثبيت مستوى الإنتاج لأن إنتاجها مازال يتعافى بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها.
ويعتمد الاقتصادان السعودي والإيراني بكثافة على النفط، لكن في فترة ما بعد رفع العقوبات تواجه إيران ضغوطاً أقل مع هبوط أسعار النفط للنصف تقريباً منذ عام 2014.
الرياض تواجه عجزاً
ومن جانب آخر تواجه الرياض عجزاً قياسياً في الميزانية للعام الثاني واضطرت لخفض رواتب موظفي الحكومة.
وقال مصدر في أوبك من إحدى الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط عند سؤاله بشأن تغير الموقف السعودي: "هل يشير خفض الرواتب إلى استعداد السعوديين لمعركة أم إلى استعدادهم لتوقيع اتفاق".
ومازالت السعودية أكبر منتج للنفط داخل أوبك، حيث يتجاوز إنتاجها 10.7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل إنتاج روسيا والولايات المتحدة. ويستخرج أكبر 3 منتجين على مستوى العالم ثلث النفط العالمي.
وتوقف إنتاج النفط في إيران عند 3.6 مليون برميل يومياً في الشهور الثلاثة الماضية مقترباً من مستوى ما قبل فرض العقوبات، لكن طهران قالت إنها تريد رفع الإنتاج إلى ما يتجاوز 4 ملايين برميل يومياً عندما تبدأ الاستثمارات الأجنبية في حقولها النفطية.
وقال مصدر في أوبك يسافر للجزائر هذا الأسبوع عند سؤاله بشأن تغير التوجهات داخل أوبك: "إيران لا تخسر بقدر السعودية. موقفهم أقوى".
وتعقد أوبك محادثات غير رسمية في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش اليوم يعقبها اجتماع رسمي دوري يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
اتفاق غير واقعي
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أمس الثلاثاء، إن أوبك ستحاول التوصل إلى اتفاق بحلول نوفمبر المقبل، لكنه استبعد إبرامه الأسبوع الحالي لحل أزمة تخمة المعروض النفطي.
ولا يفي سعر نفط عند أقل من 45 دولاراً للبرميل بمتطلبات الميزانية في معظم دول أوبك.
لكن محاولات التوصل لاتفاق بشأن مستوى الإنتاج تعقدت بسبب النزاع السياسي بين إيران والسعودية بسبب الحروب الدائرة في سوريا واليمن.
وقالت مصادر في أوبك إن السعودية عرضت خفض إنتاجها من الذروة التي وصلها في الصيف عند 10.7 مليون برميل يومياً إلى نحو 10.2 مليون برميل يومياً إذا وافقت إيران على تثبيت مستوى الإنتاج بين 3.6 و3.7 مليون برميل يومياً.
وقال الفالح، أمس الثلاثاء، إنه لا يرى حاجة لخفض كبير في الإنتاج نظراً لأن السوق تعيد موازنة نفسها. وأضاف أن السعودية تستثمر في الطاقة الفائضة ويمكن أن تتحمل الاتجاه الحالي لأسعار النفط.