هل سوريا دولة متعدِّدة القوميات؟

من المفيد ومن أجل المزيد من الاطلاع والمشاركة ارتأيت نشر الجزء الأكبر من ذلك الحوار الفيسبوكي الذي لم يكتمل ولن يتوقف حتى إزالة الاستبداد وإرساء النظام الديمقراطي وتحقيق التغيير والسلم والاستقرار وإنجاز المصالحة الوطنية والتخلص من النزعات الشوفينية التي تغذيها مراكز ودوائر لا تتمنى الخير لسوريا وشعبها المتعدد الأقوام من خلال المصارحة والوصول الى دستور سوريا الجديدة بالتوافق والتكافل بين جميع المكونات الوطنية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/18 الساعة 03:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/18 الساعة 03:18 بتوقيت غرينتش

خشية أن أصبح هدفاً سهلاً لسهام المنتقدين والاتهام بالقصور في معرفة الحد الأدنى من التاريخ البشري لبلادي والتنوع الأقوامي الزاهي للبنية المجتمعية في طول الجغرافيا السورية وعرضها أسرع القول إنني استعرت العنوان الاستفهامي أعلاه قبل يومين من "بوست " صديقي (الفيسبوكي) العربي السوري د. سمير سعيفان الذي يعرف نفسه بالمسؤول عن مركز حواري من المفترض أنه متخصص بالكرد السوريين مقام في العاصمة القطرية -الدوحة- وأنهى حديثاً تنظيم حلقة نقاشية بهذا الشأن في برلين.

ما يثير الدهشة والاستغراب هو أن نسمع اليوم تساؤلاً متأخراً 70 عاماً وهو عمر دولة الاستقلال ليس من أجل تزويد الجيل بالمعرفة العلمية ونصرة الحقيقة الغائبة بل بدواع سياسية آنية صرفة وأهداف غير حميدة في أخطر مرحلة تواجهها بلادنا حتى وجودها بات سهل المنال والعلاقات بين مكوناتها القومية والدينية والمذهبية تخضع الى نزعات العنصرية وإلغاء الآخر، في حين أن رسالة المثقف الوطني عربياً كان أم كردياً يجب أن تصب في اتجاه آخر لتخفيف المعاناة وإزالة الاحتقان وإنارة السبل عبر الالتزام بالحقائق التاريخية ورؤية الآخر القومي المختلف وجوداً وحقوقاً حتى يسود الاطمئنان وتتعزز أواصر الألفة والثقة المتبادلة وصولاً الى الشعور المتكامل في حتمية المصير المشترك والعمل معاً لترسيخ الوحدة الوطنية.

من المفيد ومن أجل المزيد من الاطلاع والمشاركة ارتأيت نشر الجزء الأكبر من ذلك الحوار الفيسبوكي الذي لم يكتمل ولن يتوقف حتى إزالة الاستبداد وإرساء النظام الديمقراطي وتحقيق التغيير والسلم والاستقرار وإنجاز المصالحة الوطنية والتخلص من النزعات الشوفينية التي تغذيها مراكز ودوائر لا تتمنى الخير لسوريا وشعبها المتعدد الأقوام من خلال المصارحة والوصول الى دستور سوريا الجديدة بالتوافق والتكافل بين جميع المكونات الوطنية.

Samir seifan
هل سوريا دولة متعددة القوميات؟

دأب الخبراء والساسة الغربيون على اتخاذ مسلمة تقول: "سوريا بلد متعدد القوميات وأنها تتشكل من فسيفساء إثنية ودينية ومذهبية الخ. هذا القول يشبه من يقف على مفترق طرق ثم يختار المخرج الخطأ، ففي النهاية سيضل وجهته. ولا أظن أن هذا الإصرار منهم هو مجرد خطأ في المعلومات التي وصلتهم، بل هو أمر مقصود لأنه يتردد على مدى سنوات ويصر أصحابه على عدم تغييره مهما قدم لهم من براهين، فالتأكيد على الفوارق وتضخيمها أساس خلق الصراعات وهم حريصون عليها.

سوريا ليست ابداً دولة متعددة القوميات، فأكثر من 80% من سكانها عرب، هذا إذا أخذنا بتقدير الأقليات لنسبهم من السكان وهم يبالغون بها (أكراد، كلدو آشور، تركمان، أرمن، شركس، شيشان)، بينما يقدر العرب أن جميع من هم غير عرب لا يشكلون أكثر من 10%، أي أن نسبة العرب تبلغ الـ 90%، ويتشكل العرب من أغلبية عظمى من السنة تبلغ نحو 75%، وبهم مجموعات غير كبيرة من المسيحيين والدروز والإسماعيليين والعلويين وبعض الشيعة وبعض المرشديين، ولكن جميعهم عرب.

في فرنسا أكثر من 10% غير فرنسيين ولكن لا أحد يزعم أن فرنسا دولة متعددة القوميات، وفي ألمانيا كذلك، وفي روسيا وهي 150 مليوناً يوجد نحو 20% من قوميات أخرى ولكن لا أحد يزعم أن روسيا دولة متعددة القوميات، وأميركا العظمى ذاتها هي خليط من الأجناس، وجنوب أميركا مكسيكيون في الأساس وفي أميركا اليوم عشرات الملايين من الأميركيين الجنوبيين ونحو 8 ملايين مسلم وهم من قوميات أخرى إضافة لصينيين وهنود وغيرهم، ولكن لا أحد يزعم أن أميركا دولة متعددة القوميات.

ولم نر أحداً في ألمانيا أو أميركا أو فرنسا يطالب بجعلها دولاً متعددة اللغات أيضاً، ولكن الأنظمة الديمقراطية هناك تفسح أمام الجميع نيل حقوقهم على قدم المساواة كمواطنين على أساس المواطنة المتساوية في دولة المؤسسات والقانون.

الخلاف هنا ليس مجرد خلاف علمي على التوصيف والتسمية، بل خلاف تسعى جهات محددة خارجية وداخلية للبناء عليه بما يتعلق بمصير سوريا ومستقبلها كدولة وكنظام سياسي بل ربما بوحدتها.
وللحديث بقية.

Hany Khoury
كلامك معظمه مغلوط فإذا كان الأكراد 12% إلى 15%، والتركمان أكثر من 15%، والمسيحيون كانوا في عام 1927 حوالي 28% من السكان والعرب نفسهم بدو وغير بدو والحلبي على خلاف دائم بالمنهجية والتفكير مع ابن الشام والأقليات الأخرى لا تقل عن 30% فأين الأكثرية وأين التكوينة العربية إلا إذا اعتبرت التكاثر السكاني والتغول على المكونات الأخرى وابتلاع البلدان حقاً. هناك تكوين للمغتربين السوريين مختلف جداً عن نسبك وتجعل من السنة أقلية كغيرهم إذا قسناهم بقياس الأصول السكانية مع أني ضد التصغير والتكبير والحديث بالطائفية فسوريا بغناها وتنوعها للجميع ليس لأن فيها أكثرية والأكثرية الموجودة فقط هي أكثرية العيش المشترك.

Salah Badradin
طبعاً لن أناقشك طويلاً على موقفك الغريب المنافي للحقيقة، حيث إن دساتير روسيا وبلجيكا وسويسرا ووووو تنص على التعددية القومية، وسأحيلك الى وثائق الثورة السورية والمعارضة بمختلف أطيافها التي تتبنى مقولة (سوريا التعددية) أو العمل من أجل سوريا الديمقراطية التعددية الجديدة، وبما أني كنت أعرفك -معارضاً- فعليك إما الالتزام أو الخروج من صفوفها من حقك عدم الاعتراف بحقوق الآخرين، أما وجودهم فلا يخضع لا لرغباتك ولا تمنيات النظام وسائر الشوفينيين.

Samir seifan
في سوريا تعددية سياسية، هذا ما ورد في وثائق المجلس الوطني والائتلاف، ثم ليس للمعارضة إطار تنظيمي جامع، ثم لا علم لي أنك تنطق بلسان المعارضة حتى تدخل أو تخرج أحداً منها، ثم ما بالك تستنفر عندما تسمع رأياً يخالفك بما يذكرني بالمتعصبين القوميين العروبيين، فعليك بمقابلة الحجة بالحجة ودع الجميع يسمعون رأيك فقد تقنعني وتقنعهم.

Salah Badradin
مرة أخرى تصر على الخطأ هل رأيت الوثيقة المشتركة بين -الائتلاف- والمجلس الوطني الكردي؟ وانظر ما جاء فيها ثم لماذا -تعصب- أنا رديت وأظهرت خطأ بوستك بالحجة والقرائن وكذلك فعل أخوة آخرون، وأنت لم تصحح ولم تجب وللأسف لست ناطقاً باسم أية معارضة منذ أن خطفها (الداعمون من أصدقاء الشعب السوري وأنت تعرفهم جيداً مع ألف تعجب).

ثم إن إلغاء أي مكون قومي أصيل في أي بلد قسراً يعتبر جريمة بحق الإنسانية، وكما يظهر بعض المثقفين العرب السوريين المغالين لا تنفعهم أطروحات المعتدلين الكرد المؤمنين بالعيش المشترك وحل القضية الكردية في إطار سوريا الديمقراطية التعددية التشاركية الموحدة، بل يرغبون مغالين كرداً مثلهم وعلى نفس خطابهم والنتيجة تدمير البلاد وضرب الوحدة الوطنية في القرن الحادي والعشرين مازال في بلدي وبكل أسف من يعجز عن تعريف الشعب السوري ومعرفة مكوناته بأمانة وموضوعية.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد