أستطيعُ أن أُجبِرَ قَمَرين ضالَّين
على الرَّقصِ في أروِقَةِ الطينِ،
على الحوائِطِ
(وقد فَعلتُها مرَّاتٍ بِنَايٍ صغير)
ورَوَّضتُ نهريْنِ
على الجلوسِ على الأرضِ صامِتيْنِ
واتّباعِ ظلِّ العصا
(وأنا أرقُصُ وَحدي)
رقصْتُ مرَّتينِ في الفلَكِ بدلاً عن الشّمسِ
(لِتأخُذَ قيلولةً سريعةً وراءَ المحيط)
أستطيعُ – لوْ أرَدتُم –
أن أمسحَ عِقدينِ كاملين
من تواريخِكم السيّئةِ
من دون اعترافاتٍ كاذِبَةٍ تحت شُرفتي
ُيمكِنُني بالطبع أن أَلُفَّ نهارَيْن
في وَرقِ التَّبغِ.. لِقصائد المَقْهى
ويمكِنُني أن أسرقَ قصيدتين
من أيِّ شاعرٍ تختارونَهُ
قبلَ أن يكتبَهُما
وقبلَ أن يأْتيكُمْ طَعامُكم
من الكوابيسِ المُلوَّنَةِ
يُمكنُني أن أُخرِسَ طاغيَتين
بقصيدةِ مديحٍ واحدةٍ لها نَعْلان ووَجْهان
كلُّ ذلك كان ميسوراً وسهلاً
لكنَّني للآنَ
لَمْ أستطِعْ أن أُواجِهَ عَيْني شَهيدٍ
زارَني في المِرْآةِ يطلبُ قصيدةً واحدةً
للسَّمَرِ في الأعَالي
ولم تقبلْ الملائكةُ فكرةَ الغِناء
والنّهرُ يحتضر …
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.