يأمل رجل الأعمال التركي سردار على أبيت، في أن يؤدي ظهوره لأول مرة في عمل فني يمزج بين المغامرات والميلودراما والفخامة في مسلسل تلفزيوني واحد، إلى جذب مزيد من الجمهور العربي بما يسهم في إنعاش صناعة السياحة التركية التي تعاني ضعفاً.
ويرى أبيت الذي يملك وكالة سفريات، أن تصوير مسلسل تلفزيوني طويل في مدينة أنطاليا التركية على ساحل البحر المتوسط ربما يغري مزيداً من السائحين العرب بزيارتها.
ومن هنا جاءت مساندته لإنتاج مسلسل (البيت الكبير) التركي-العربي المشترك وبطله غير المتوقع.
وبدأ مطلع هذا الأسبوع عرض المسلسل الذي بلغت ميزانيته نحو 3 ملايين دولار على قناة (تي آر تي) العربية التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية.
وشهد عدد السائحين في تركيا أكبر تراجع له خلال 17 عاماً في أبريل/نيسان متأثراً بسلسلة تفجيرات بقنابل وتدهور العلاقات بين أنقرة وموسكو في أعقاب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية فوق سوريا العام الماضي.
وتفيد بيانات خاصة بالسياحة أن معدلات إشغال الفنادق هبطت نحو 70% في أنحاء تركيا.
وقال أبيت "بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية بدأت أفكر -باعتباري محترفاً للعمل في السياحة- في وسائل تسهم في إنعاش القطاع. ومن هنا جاءتني فكرة تصوير مسلسل تلفزيوني للسوق العربية".
وعندما سمع بأن الكوميديان السعودي حسن عسيري يسعى لإنتاج مسلسل تلفزيوني في تركيا، اتصل به وضغط من أجل أن يجري التصوير في أنطاليا ويكون بمثابة ترويج لمنتجعاتها السياحية الراقية.
وقال أبيت "قلت لماذا لا نصوره (المسلسل) في أنطاليا. سألني المنتجون هل هي أنطاكية (مدينة تركية قرب حدود سوريا)؟. فأجبتهم بل أنطاليا قلب السياحة التركية.
لدينا كل الموارد هنا. فقالوا إننا سندرس الأمر ثم ردوا بالموافقة. حضروا وتجولنا. زاروا تركيا وعرضت لهم فيلا فدُهشوا وبدأنا المشروع. وأصبح مكان التصوير أنطاليا".
وشارك أبيت في إنتاج المسلسل من خلال تقديم الدعم اللازم للتصوير بما في ذلك دفع إيجارات السيارات المُستأجرة وثمن الطعام والإقامة لطاقم العاملين في المسلسل.
وفي مقابل ذلك قام أبيت -الذي يتحدث العربية بطلاقة- بدور البطولة في المسلسل.
وبعد أن كانت شواطئ وفنادق تركيا تعج في الموسم السياحي بزوار من بريطانيا وألمانيا وروسيا أصبحت شبه خالية بعد أن أحجم هؤلاء عن زيارة البلاد.
ويتوقع بعض الاقتصاديين أن تتراجع عائدات السياحة في تركيا هذا العام بنحو 25% أي حوالي ثمانية مليارات دولار وهو مبلغ يساوي نحو واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وترك غياب السائحين الروس تحديداً فراغاً كبيراً في أنطاليا.
وقال شاهين سيناي المسؤول في فنادق غلوريا "هناك زيادة ملموسة في السوق الداخلي. الأعداد أعلى بكثير مقارنة بالعام الماضي لكنها على المدى القصير لا يبدو أنها يمكن أن تعوض الخسارة. نعم الشرق الأوسط سوق هام لنا. سوق نستثمر فيه منذ سنوات. لكن فيما يتعلق بأعداد السائحين فإنه ليس في حجم السوق الروسية".
وقدر صاحب متجر في بيليك القريبة يدعى بولنت جزيل شاهين، إن حجم التجارة اليومية في نحو 800 متجر هبط بشدة، الأمر الذي تسبب في عدم توفر أي سيولة لدى كثير من أصحاب المتاجر.
وأضاف "عادة ما كان حجم التجارة يومياً نحو ثلاثة أو أربعة ملايين يورو. ومع ذلك هبط هذا العام إلى 500 ألف يورو. كثيرون منا عليهم ديون ومن الصعب أن يستمروا في عملهم".
ومن المتوقع أن يتفاقم سوء الوضع بعد أن انفجرت سيارة ملغومة في حافلة للشرطة بوسط إسطنبول أثناء ساعة الذروة الصباحية يوم الثلاثاء (7 يونيو/حزيران) فتسببت في مقتل 11 شخصاً وإصابة 34 بجراح قرب الحي السياحي الرئيسي. وذلك هو رابع تفجير ضخم في أكبر مدينة تركية منذ بداية العام.
وقال ملاك سلسلة فنادق في إسطنبول إنهم يتوقعون عملية إلغاء حجوزات من جانب سائحين أجانب بعد تفجير يوم الثلاثاء. وشكا آخرون من عدم وجود حجوزات لديهم أصلا حتى يتم إلغاؤها.
وتلقي المخاوف المرتبطة بالأمن بظلال كثيفة على السياحة وثقة المستثمرين في تركيا المجاورة لسوريا والعراق.
وعلى الرغم من ذلك يأمل أبيت أن تغري الحبكة الدرامية والمشاهد المبهرة في مسلسل "البيت الكبير" الكثير من العرب لزيارة تركيا للاستمتاع بسواحلها وبالتالي تعويض صناعة السياحة بعض خسائرها.