حملات إعلامية ضروس للتنديد بالإرهاب، وتضخيم الأحداث بصورة مبالغة رهيبة، والزج بالإسلام في أتون القضية، حتى باتت الحرب على الإرهاب حرباً على الإسلام، وبات في قناعة العالم أن كل مسلم إرهابي، بل لا إرهابي إلا المسلم، هذا مع تغييب قضايا الاستبداد التي أفرزت بعض المواقف الإرهابية أو المتطرفة، وتهميش كيل الغرب بمكيالين تجاه قضايا حقوق الإنسان، فضلاً عن غياب الضمير العالمي تجاه الدم المسلم، ويقظته المفرطة مع الآخرين، وغياب تعريف دقيق للإرهاب أو الإرهابيين، اللهم إلا ما ينطق به الحال أنهم الإسلاميون لا غيرهم.
لقد جف سيل الكلام في براءة الإسلام من الإرهاب، وانقطعت الحجج مع غرب قد أصم آذانه وغيب عقله وأبان مكنونات نفسه، فصار عرض مواقف الغرب الإرهابية خير ناطق في إثبات مَن الإرهابي حقيقة وواقعاً، وسيل المواقف المفجعة والمفزعة لأحسن دليل وشاهد على دموية المناكفين لهذا الدين الحنيف.. سكت الكلام ونطقت الأحداث، وفي ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
• أيد عشرات الحاخامات اليهود، إطلاق النار بدون تمييز على كل فلسطيني يحاول أو يفكر بالمس بإسرائيليين، على غرار ما جرى مع الشهيد الفلسطيني (عبدالفتاح الشريف) الذي أعدمه جندي يهودي في مدينة الخليل مؤخراً، رغم أنه كان يعاني من إصابة خطيرة، وملقى على الأرض وغير قادر على الحركة.
وانتقد المشاركون في المؤتمر تصريحات سابقة صدرت عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا في حينها: "إن عمليات قتل الفلسطينيين بدون سبب تضر بكرامة شعب وجيش إسرائيل"؛ حيث دعا الحاخامات رداً على ذلك بالقول: "إن أي إرهابي عربي لديه النية لمهاجمة اليهود، يجب أن يفقد حقه في الوجود بالحياة، ويجب إطلاق النار تجاهه دون أي حسابات".
• نشرت جريدة "الإندبندنت" مقالًا عن نتائج استطلاع رأي، أظهر موافقة 48% من اليهود المشاركين في الاستطلاع على "إزالة" العرب من إسرائيل، في مقابل نسبة مماثلة رفضت "التطهير العرقي".
ففي تقريره عن الاستطلاع، لاحظ "مركز أبحاث بيو" تأثر آراء المشاركين في الاستطلاع بخلفيتهم الدينية؛ فالموافقون على العبارة من المجتمع العلماني لم تتعد نسبتهم 36%، في حين ارتفعت هذه النسبة لتصل ما بين 54% و71% ممن وصفوا أنفسهم بأنهم "أرثوذكسيون، متدينون أو تقليديون". لكن تقرير المركز يذهب إلى أن الموافقة على طرد العرب ترتبط أكثر ما ترتبط بالأيديولوجيا السياسية، بالمقارنة بالهوية الدينية، والعوامل الديموغرافية الأخرى. يظهر ذلك في ازدياد احتمالية رفض التطهير العرقي كلّما كان توجّه الشخص "أكثر يسارية".
• نقلت محامية "نادي الأسير الفلسطيني"، عن أسرى معتقل عتصيون، أن أوضاعاً مأساوية يعيشونها في المعتقل جراء موجة الحر.
أوضحوا للمحامية (جاكلين فرارجة) خلال زيارتها لهم أن غرف المعتقل تحولت إلى أفران كونها عبارة عن كونتينرات حديدية متلاصقة، ولا منافذ فيها للهواء، باستثناء فتحة صغيرة مغلقة بشبك حديدي، علاوة هذا فالأسرى لا يستطيعون الاستحمام فالمياه لونها أصفر ورائحتها كريهة.
وفي سياق متصل تعرض أسيران من بيت لحم للتنكيل والضرب المبرح أثناء اعتقالهما وهما: محمود المسالمة (23 عاماً)، ومحمد مسالمة (23 عاماً)، وأوضحا للمحامية التي قامت بزيارتهما أن أكثر من 12 جندياً محتلاً، اعتدوا عليهما بالضرب بعد أن تم تقيديهما وإلقاؤهما على الأرض ورجمهما بالحجارة، كما تم حرمانهما من الطعام والشراب حتى اليوم التالي.
• شددت الحكومة الصينية قواعدها الشيوعية العلمانية الصارمة في المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المسلمين بالصين، لتشمل المدارس العامة، عقب نشر مقطع فيديو لفتاة صغيرة تتلو القرآن على الإنترنت.. قرار الحكومة وضع قيوداً جديدة تقضي بمنع تواجد الدين بالمدارس العامة في إقليم جانسو الشمالي الغربي، مبررين ذلك بأن الدستور وقوانين التعليم في البلاد تحمي الأطفال، وفقاً لما نشرته صحيف الإندبندنت البريطانية.
وفي بيان لها قالت وزارة التعليم الصينية: "هذا الفيديو روّع العامة، وأثار غضب الكثير من الناس. تُدين وزارة التعليم في مقاطعة "جانسو" بشدة هذا العمل الذي يضر بالصحة العقلية للشباب، وتُطالب كل الجهات التعليمية على كافة المستويات بأن تقف بحزم وتمنع منعاً باتاً الدين في الحرم التعليمي".
الجدير بالذكر أن مقاطعة "جانسو" هي موطن لنحو 1.6 مليون مسلم، وهو ثالث أكبر تواجد للمسلمين في المقاطعات والمناطق الصينية، بعد شينغيانغ ونينغشيا.
وفي العام الماضي، وافقت الصين على منع النساء من ارتداء النقاب في الأماكن العامة شمال غرب شينغيانغ. وفي وقت لاحق من ذلك العام، طُلب من أعضاء الحزب الإسلامي وموظفي الخدمة المدنية والطلاب والمعلمين عدم الصيام خلال شهر رمضان المبارك.
كما تفرض الصين قيوداً صارمة على المشاركة الدينية للشباب خارج المدرسة، خاصة في المناطق الغربية ذات البيئة الثقافية المختلفة، حيث ينتشر الإيمان بالإسلام والبوذية التيبتية على نطاق واسع.
وتشعر الحكومة بالقلق مما تعتبره استخداماً للدين للترويج لهوية ثقافية غير صينية، أو للدعوة لاستقلال التيبت والمنطقة الشمالية الغربية من منطقة شينغيانغ.
• أكد رئيس المجلس القومي لتتار القرم، النائب في البرلمان الأوكراني (رفعت تشوباروف) أن "الحكومة الروسية تتصرف مثل نظيرتها السوفيتية التي نفت شعب تتار القرم عام 1944".
ولفت تشوباروف إلى أن روسيا تحاول الإيقاع بين أبناء شعب تتار القرم، من خلال تشكيل وحدة عسكرية من التتار، مشيراً إلى أن المعلومات التي بحوزتهم تؤكد إرسال 14 شاباً من التتار، إلى جهاز الأمن الاتحادي الروسي، بعد تلقيهم التدريب.
وأوضح تشوباروف أن الحكومة الروسية عقب احتلالها لشبه جزيرة القرم، بدأت بعملية تطهير الجزيرة من شعبها التتاري، مشيراً إلى احتجازها 18 من تتار القرم، بينهم 14 بتهمة الإعداد لهجمات إرهابية، لافتاً إلى احتمال توسيع القائمة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف تشوباروف أن روسيا تحاول رسم صورة مختلفة عن القرم لخداع أوروبا، موضحاً: "إدارة الاحتلال في القرم تسعى جاهدة لإظهار أن ما تقوم به ليس ضد شعب التتار، بل يستهدف الإرهابيين"، مؤكدًا أن "الهدف هو تطهير القرم من التتار كما فعلت إدارة جوزيف ستالين".
جاء ذلك خلال ندوة شارك فيها تشوباروف، تحت عنوان "نتائج نفي التتار من القرم عام 1944، وتهديدات الاحتلال عام 2014"، وتناول خلالها التطورات الأخيرة في شبه جزيرة القرم.
هذا غيض من فيض تطالعنا به وكالات الأنباء العالمية، بل ما خفي كان أعظم، وكل الأحداث الإرهابية الدولية بحق مسلمين، ولو وقعت بحق مسيحي أو يهودي لقامت الدنيا وما قعدت، والمبررات جاهزة من أمثال: حقوق الإنسان.. حماية الأقليات.. مواثيق الأمم المتحدة في حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر.. وغيرها وغيرها من المبررات التي تتلاشى مع كل من هو إسلامي.
أما المصيبة الكبرى هو تصديق البعض منا بإرهاب الإسلام، وتعاطيه مع هذه القضية بإيمان تام وقناعة راسخة، فصارت الحرب على الدين الحنيف وأهله حربين: حرباً خارجية، وحرباً داخلية.
محنة وأي محنة أن يهان الإسلام دين السلام، وأن تلفق له تهم هو منها براء، وهو الذي ينص في كل أدبياته ومبادئه على حرمة الدماء أيما كانت، وحرمة الظلم على كل من كان حتى الحيوان.. لكنه مخطط شيطاني لتبرير إرهابهم، تخدمه آلة إعلامية لا تكف صباح مساء عن التضليل والتزييف.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.