“أنا”تحتاج إلى فرصة!

دارت سلمى حول نفسها، خفق قلبها، برقت عيناها، صففت ضفائرها كأميرة، وتقول لنفسها: أنا سألقى الحب؟ ستتلون حياتي، سنتزوج، سأرزق طفلة تلعب حولي.. أنا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/16 الساعة 04:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/16 الساعة 04:40 بتوقيت غرينتش

قصة قصيرة

في خضم حياة مليئة بكل ما هو جميل وصعب، تقول سلمى وهي تحرك كرسيها باتجاه نافذة تطل على حديقة مليئة بالورود في نفسها:

"هناك ما يستحق الحياة."

ترسم على الزجاج المغبر قلباً وتكتب داخله (أنا)، لا يعرف أحد ماذا تعني (أنا) غيرها، ولم تستطِع سلمى أن تعبر عبر صرخات نفسها المكتومة ماذا تعني (أنا)؟، لم تستطِع لغة العيون قي محياها الأخاذ أن تقول الأنا، كان فقط حوارها مع نفسها وقلبها، هي لا تسمع، لا تنطق، لا تمشي لكنها سعيدة بأنها ترى ما حولها، بأن يديها تكتبان وتستطيع أن تقرأ، أن تعشق بشراً من وراء النافذة، أحبها ذلك الشاب وأخذ يرسل لها مع كل وردة يرميها إلى نافذتها رسالة: بأنه أحب لون عينيها، وجهها الملائكي ورقة ابتسامتها، كتبت له أنها أحبت كلماته النابضة بالحب، رد عليها: دعي هذا الحب يولد طفله المحمول في أحشاء رسائلنا، في وصلنا، في لقاء عيوننا، ولتكن الولادة في الحديقة التي تفصلنا.

دارت سلمى حول نفسها، خفق قلبها، برقت عيناها، صففت ضفائرها كأميرة، وتقول لنفسها: أنا سألقى الحب؟ ستتلون حياتي، سنتزوج، سأرزق طفلة تلعب حولي.. أنا.

في الحديقة التقت بقدرها، ولكنه وقف يقول لها: هل رأيتِ سلمى؟ فتحت فمها وتذكرت أنها لا تنطق، قرأت شفتيه يسأل عنها، سألها قائلاً: كم تشبهك سلمى وكأنني أقف أمامها!

نظر إلى ساعته إلى وروده إلى نفسه إليها، لكن قلبه لم يعرفها، ناولته ورقة كتبت عليها: أنا!

نظر إليها، تأملها ملياً، قرأ الكلمة مراراً، ولكنه لم ينظر إلى عينيها، سقطت الورود ثكلى، ومضى..
عادت سلمى والقلب يتوجع من حطامه، عادت واعتكفت بين أوراق رسائله..

وفي يوم قررت أن تنتصر على قلبها فتحت نافذتها، أطلت برأسها، ولكن شاهدت عيوناً من النوافذ تنظر إليها وشفاهاً تتحرك ووجوهاً قاسية تمتعضها، لم تعرف لماذا؟ ماذا حل بأهل الناحية، كانوا مثل البلابل عندما تطل تسقي ورودها تنهال الكلمات من كل اتجاه فرحاً بها والآن..
ماذا فعلت ليغلقوا ستائرهم في وجهها؟!

عادت إلى غرفتها وبقيت تدور حول نفسها، تريد أن تصرخ، أن تقول، أن تدافع عن نفسها، صرخت صرخات بلا صدى، حطمت ما حولها، وقعت، رفعت يديها إلى الحياة، قاومت، كافحت، فتحت عينيها، تحسست شفتيها ونطقت أنا سلمى! قامت من فراشها ركضت إلى نافذتها، دارت حول نفسها، نادت، سمعت صوتها، فتحت النافذة، أطلت من بلكونتها وجدت الشاب يسحب كرسيه ليلقى عينيها ويرفع ورقة كتب عليها (أنا)…
نظرت في المرآة.. وقالت: أنا لم أعد أنا!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد