التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء 20 أبريل/ نيسان 2016 العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في مستهل زيارة ستبحث في تعزيز جهود مكافحة الجهاديين وملفي النزاع في سوريا واليمن، ومحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين.
واستقبل الملك سلمان أوباما في قصر عرقة بالرياض، وعرضت قنوات التلفزة لقطات لهما وهما يسيران في بهو القصر ويتبادلان أطراف الحديث.
وكان في استقبال الرئيس الأميركي بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ووزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء سعود بن عبد العزيز الهلال.
نشطاء على موقع تويتر أطلقوا هاشتاغ #الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_اوباما
احتفوا من خلاله بهذا الموقف واعتبره بعضهم رداً على تأييد الرئيس الأميركي لإيران في إشارة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن البلد التي تعد عدواً تقليدياً للمملكة.
#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_اوباما
وامير الرياض يستقبله !!
وصلت الرساله ؟؟ الله درك من ملك … pic.twitter.com/cRmpSCqvJP
— خالد العقيلي (@aboazaz05) ٢٠ أبريل، ٢٠١٦
فيما أشار آخرون إلى أن العاهل السعودي استقبل في ذات الوقت حكام ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي.
فعلها الملك عبدالله قبل وفاته
هذا قدرك ياعاشق ايران#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_اوباما
#القمه_الخليجيه_الامريكيه pic.twitter.com/FhY9mAoAwS— ماجد الزهراني (@MajedAhmad_2010) ٢٠ أبريل، ٢٠١٦
سلمان يستقبل حكام الخليج
وكان العاهل السعودي قد استقبل اليوم الأربعاء قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى وصولهم مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، للمشاركة في القمة التي ستعقد مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم غد الخميس.
وكان أوباما وصل قرابة الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (10،00 ت غ) إلى مطار الملك خالد الدولي، حيث كان في استقباله أمير منطقة الرياض بندر بن عبد العزيز ووزير الخارجية عادل الجبير ومسؤولون آخرون.
الزيارة الرابعة
والزيارة هي الرابعة لأوباما منذ توليه مهامه مطلع عام 2009. أما زيارته الأخيرة فكانت مطلع 2015 للتعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وشهدت الولاية الثانية لأوباما محطات تباين عدة بين الرياض وواشنطن، منها امتناعه في اللحظة الأخيرة في صيف العام 2013، عن توجيه ضربات لنظام الرئيس بشار الأسد الذي تعد الرياض من المعارضين له، والاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع إيران، الخصم الإقليمي اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي، في صيف العام 2015.
وسعى البيت الأبيض إلى إبراز أهمية العلاقة مع الرياض التي تعود لسبعين عاماً، مؤكداً أن الزيارة ليست مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسؤولين السعوديين وأوباما الذي تنتهي ولايته مطلع السنة المقبلة.
وقال بن رودس مستشار أوباما "العلاقة كانت دائماً معقدة إلا أنه ثمة دائماً قاعدة تعاون حول المصالح المشتركة، ولاسيما مكافحة الإرهاب".
تباعد واشنطن والرياض
وبحسب الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سايمون هندرسون "حتى لو قدمت الزيارة على أنها مناسبة لتعزيز التحالف، إلا أنها ستظهر إلى أي حد تباعدت واشنطن والرياض على مدى الأعوام الثمانية الماضية"، في إشارة إلى مدة ولايتي أوباما.
أضاف الباحث في مقال نشر في مجلة "فوريس بوليسي" أنه "بالنسبة لأوباما، المشكلة المركزية في الشرق الأوسط هي مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. بالنسبة إلى السعودية، المشكلة هي إيران".
الدعم العسكري الأميركي
وتأمل دول مجلس التعاون في زيادة الدعم العسكري الأميركي، لاسيما في مواجهة "التدخلات" الإيرانية التي باتت من أبرز هواجسها.
وعشية زيارة أوباما، وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى الرياض، حيث اجتمع الأربعاء مع نظرائه الخليجيين.
وقال مسؤول أميركي على هامش الزيارة أن بلاده تقترح على دول الخليج تكثيف التعاون الدفاعي خصوصاً تدريب القوات الخاصة وتنمية القدرات البحرية لمواجهة نشاطات "زعزعة الاستقرار" الإيرانية.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران مطلع كانون الثاني/يناير إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية لها في إيران من محتجين على إعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. ويأمل القادة الخليجيون في أن يوجه أوباما رسالة حازمة لطهران، لاسيما بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت انتقادات في الصحافة السعودية.
إلا أن التباين حول الملفات الإقليمية ليس نقطة الخلاف الوحيدة حالياً بين واشنطن والرياض. فالكونغرس يبحث مشروع قرار يجيز للقضاء الأميركي النظر في دعاوى قد ترفع إليه، تطال الحكومة السعودية أو مسؤولين، على دور مفترض لهم في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذر من أن إقرار المشروع سيدفع السعودية لبيع سندات خزينة أميركية بمئات مليارات الدولارات، وسحب استثمارات.
وتأمل الإدارة الأميركية في ألّا تؤثر هذه الخلافات على تركيزها الأساسي، وهو مكافحة الجهاديين خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية. والرياض جزءٌ من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ صيف 2014 ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات من سوريا والعراق.