إلى أين تتجه المنطقة؟

متى ستنتهي هذه الحروب؟ ومتى ستعود المنطقة إلى هدوئها السابق؟ قد يحصل هذا بعد أن تكمل هذه الدول مصالحها في البلاد العربية، وقد يتم التقسيم إلى سايكس بيكو جديد أقذر من السابق، إذ إن الوحوش المنفوخة بالهواء ترعب المنطقة، وبالتأكيد بدعم المستفيد من هذه اللعبة السياسية القذرة.. لماذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/28 الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/28 الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش

هو الغموض الذي يلف الوضع السياسي في الدول العربية، بعدما سمي بـ"الربيع العربي"، إلى أين تتجه المنطقة؟ ومن يرسم السياسات في المنطقة؟ ومن يتحالف ضد من؟ ماذا ينتظرنا في المستقبل لمعرفته؟ ومن هو الرابح الأكبر الذي يستفيد في المنطقة؟ وعلى أي أساس تبنى التحالفات؟ ومن ضد من؟ وهل ستتقسم المنطقة إلى سايكس بيكو جديد؟ وهل سيعود الاستعمار من جديد؟

هو السؤال الذي يلهب جوف كل عربي، ويشغل قلبه وعقله وفكره ووجدانه، ولا يغيب عن مسامعه، يتكرر مراراً وتكراراً، يتفكر فيه لساعات وساعات، ننام ونصحو عليه، لا يغيب عن ذهننا ولا عن فكرنا ولا يريح تفكيرنا، سؤال بريء والمخفي أعظم. "إلى أين تتجه المنطقة؟".

قذرة جدًّا هي لعبة السياسة، فعلى أساس المصالح يُبنى كل شيء، ومن أجل المصالح يُقتل آلاف الأبرياء حول العالم وخصوصاً في بلاد العرب ، أما السؤال الذي يشغل بال الملايين هو "إلى أين تتجه المنطقة؟" هذا السؤال الذي يبحث الجميع عن إجابة له، خصوصاً بعد ما رأى الجميع ما يحصل في البلاد العربية من قتل وتخريب ودمار وتقسيم وتشريد، فهذا سُنِّيٌّ يقتل شيعيًّا، وهذا شيعيٌّ يقتل سنيًّا، القاتل يقول "الله أكبر" ويرد المقتول "أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمداً رسول الله" فكيف هذا؟

بربكم أخبروني.. ما الذي يحصل في المنطقة؟ وهل نقترب من بداية النهاية؟ فالوضع أقل ما يوصف بالصعب، فكل المعطيات السياسية تدل على أمر كبير يرسم من خلف الكواليس بأيدٍ خفية، وفقط من أجل المصالح السياسية لعدة دول في البلاد العربية، الجميع في دائرة الحيرة والاستفهام والتعجب، فلا شيء يفهم ولا شيء يستوعبه العقل، لماذا كل هذا القتل والدمار، من صنع من ومن يقتل من ولصالح من، فالمنطقة تلتهب بشكل لا يحمد عقباه، والوضع السياسي قد ابتعد كثيراً عن المطالبة بإسقاط أنظمة وحكام والمطالبة بالحرية والحقوق، بل ذهب إلى ما وراء المعلوم، ذهب إلى لعبة المصالح السياسية التي على أساسها يقوم كل شيء ويهدأ.

من الذي تكمن مصلحته في تقسيم العالم العربي إلى كانتونات صغيرة عرقية وطائفية، على أساس الدين والعرق؟ لماذا الغباء العربي يصر على تصديق الأكاذيب المتلاحقة ويريد الانفصال؟
ماذا ستكون نتائج كل هذه الحروب في المنطقة العربية؟ ماذا ستكون نتائج قتل وتشريد الملايين وطردهم من أوطانهم؟ إلى أين يتجه كل هذا التغيير السياسي السريع في المنطقة؟ وكيف ستؤثر هذه التغيرات على البيئة الجيوسياسية في المنطقة العربية؟ وهل فعلاً المنطقة تتجه نحو التقسيم، خصوصاً بعد تشريد الملايين في ظل هذه المعطيات السياسية على أرض الواقع والتي لا تبشر بالخير بتاتاً.

الأمر ابتعد كثيراً عن إسقاط الأنظمة والحكام، بل ذهب بعيداً وبعيداً، لكن السؤال الذي يشغل فكر الجميع، من هي الأيدي الخفية التي تحرك المنطقة؟ وعلى أي أساس يقوم هذا الأمر؟ بالتأكيد أن الأمر وراءه أيدٍ عظيمة، خصوصاً بعد أن ابتعدت الأمور عن السلمية والمطالبات بالحقوق وذهبت إلى الحروب الأهلية المسلحة، والتي على أساسها قامت دول عظمى باتخاذ المنطقة كفأر تجارب لأسلحتها وتدريب جنودها، وكل قطب يدعم آخر، لكن لماذا وعلى أي أساس يتم الدعم؟

متى ستنتهي هذه الحروب؟ ومتى ستعود المنطقة إلى هدوئها السابق؟ قد يحصل هذا بعد أن تكمل هذه الدول مصالحها في البلاد العربية، وقد يتم التقسيم إلى سايكس بيكو جديد أقذر من السابق، إذ إن الوحوش المنفوخة بالهواء ترعب المنطقة، وبالتأكيد بدعم المستفيد من هذه اللعبة السياسية القذرة.. لماذا؟

يقولون في السياسة "لمعرفة أسباب الحروب والنزاعات، دائماً انظر إلى المستفيد".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد