بلغنا أيها الشعب البئيس ذو البخت التعيس والدم الرخيص..
أنه كان هناك موكب من العربات والموتوسيكلات تُضرب له المعازف والطلقات.
وفي الوقت الذي يُفرش تحت عجلاته السجاد، يُفرض التقشف على العباد، الذين كلما طالبوا بتحسين حال البلاد، يتم تهديدهم بمصير دمشق وبغداد!
وأنه كان هناك ملك بشوش ذو رأي شاكوش وطب "فنكوش" وإعلام "هاموش"، ووعود "فاشوش"، وبرنامج.. "…ماعندوش!".
أصم أذنيه عن الأنين والعويل وأرهف السمع للكذب والتهليل.
يشير بيده لتزداد الضرائب عنوة، وبالأخرى ليمنع الكلمة والرسمة والغنوة.
استكثر الكحكة على يد اليتيم، وتغافل قاصداً عن كل لص لئيم، يسب الدين على الهواء، ويخوض في الأعراض بلا حياء، ليسود بين الناس العداء، فيلتهوا عن قادم الشح والشقاء.
والأدهى أن هذا الرجل المكير ذا الماضي العكير والصوت النفير، قد أصبح عضواً في البرلمان بل ورئيساً للجنة حقوق الإنسان.
وما زاد الطين بلة وكوّم العلة على العلة.
أن ألغت المحاكم الحكم الصادر ضد قاتل شيماء، وأغفلت النظر في طعون دومة وعلاء، أما آية فقد أوهنها الصبرعلى البلاء، بينما شوكان أهزله الإعياء، حتى الأطباء لم يسلموا بطش الأمناء، والاختفاء القسري نكل بأبناء البسطاء.
وخرج الملك أوميجاشير ليخطب في شعبه الغفير -إنتم لازم تصبحوا ع البلد بفلوس كتير..
فرفع شاب متعوس رأسه من بين التروس، وقال بصوت مكبوس:
"يا أيها الملك، يا فيلسوف الطب يا عالم الفلك، الشعب هلك.. والنعمة هلك."
فاستشاط بالغضب أوميجاشير وطلب في التو من الوزير، أن يزج بالشاب في السجن الكبير، بتهمة إشاعة الفوضى والتفكير.
وها قد كثرت المكابح وغُلقت المسارح وهلت المذابح.
ومن لم يُقتل أضحى مسجوناً والناجي من الموت والسجن بات مديوناً والأسعد حظًّا أمسى خارج البلاد معزولاً.
وكلما هممنا بعقد المؤتمرات، كي نكشف ما يشاع ضدنا من خرافات، قام الجوقة باتهامنا بحياكة المؤامرات، كي يتسنى لهم نهب الثروات.
وصاحوا: يا أيها الناس.. نرى جريمة ليس بها التباس..
كل من ضدنا إخوان أو ملحد حليف الشيطان.
وفي هذه الأثناء كانت المياه على وشك الانتهاء، وسعر الدولار زاد "هوب" بغباء، والظلم قد نضح عن الإناء ورائحة الخوف انتشرت في الأجواء، أما الغرابة فعمت الأرجاء.
فشاهدنا التماسيح تعوم في النيل وتركنا حمدين يبحث مجدداً عن البديل، وهللنا لطبيب الفلاسفة الجليل وأجمعنا على أن "العلبة دي فيها.. فيل".*
—
*"العلبة دي فيها.. فيل": إشارة لاقتباس من فيلم مصري قديم بطولة الفنان توفيق الدقن تشير إلى إنكار الحقائق الواضحة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.