دماغ وديكتاتور وأمة

عصر المعجزات والتعلق بها قد انتهى، والدولة الأموية والعباسية والعثمانية لم ينتظورا المهدي لقيامهم، فكل أمة يمكنها أن تصنع مُخلصها اليوم إن أرادت ذلك، ففي كل أمة أكابرها ويمكنهم أن يهدوا قومهم إلى طريق النهضة بما يناسب عصرهم، واليوم أنا وأنت يمكننا أن نكون ذلك المهدي، فقط لو استرجعنا عقولنا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/12 الساعة 00:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/12 الساعة 00:33 بتوقيت غرينتش

منذ أيام قمت بقراءة بعض المعلومات عن الدماغ وطريقة عمله في إدارة الجسم، وعلمت أنَّ الدماغ البشري هو العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي يفتقر الأعصاب، على الرغم من أنه يُدير القيادة المركزية للجهاز العصبي المركزي، هذا ببساطة يعني أنَّ الدماغ لا يشعر بالألم، ولا أدري لماذا ذكرتني هذه الحقيقة العلمية بالقادة الديكتاتوريين، أولئك الذين يحكمون في حظائرهم بشراً رغم افتقارهم إلى الحس البشري.. تماماً كما يفتقر الدماغ للأعصاب، أضف إلى أنَّ الدماغ يستهلك الجزء الأكبر من الطاقة التي يتم إنشاؤها في جسم الإنسان.. تماماً كاستهلاك الديكتاتور لموارد شعبه وطاقاتهم.

كما يتمتع الدماغ بعدد مهول من الخلايا العصبية تصل إلى 100 مليار خلية، أي 15 ضعفَ مجموعِ سكان الأرض من البشر، هذا العدد الكبير من الخلايا العصبية يزيد من قدرة الدماغ القيادية للنهوض بعملية التفكير والتدبير والتطوير وإدارة الجسد، أيضاً ذكرتني هذه المعلومة بالمليارات التي يمتلكها الديكتاتوريون، والتي من المفترض أن تساعدهم على إدارة شعوبهم للنهوض بهم لا استعبادهم.

خذ هذه أيضاً، يعتبر الدماغ الأكثر بدانة في الجسم البشري، فالدهون تُشكِّل حوالي 60% منه وهي أعلى نسبة تركيز للدهون في عضو واحد من جسم الإنسان، وتلك الدهون تُسهِّل عمل الدماغ، تماماً كالبِطانة التي تحيط بالديكتاتور والتي تُسهِّل فساده وفتكه بشعبه!

تشابه كبير بين الدماغ والديكتاتور، ولكن هناك أمراً جوهريًّا يختلفون فيه، فالجسد يموت إذا استغنى عن الدماغ، بينما الشعوب تحيا إذا تخلَّصت من الديكتاتور.

خلال الأسبوع الماضي، سألت المتابعين على فيسبوك إن كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الصورة -الخيالية- على غلاف هذا الجواز قد تصبح حقيقة يوماً ما..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد