موقعة “الكاندوم” وألتراس أهلاوي.. نقطة تحول في مواجهة الانقلاب العسكري

لم يغضبوا لكرامه الظابط أو العسكري بل غضبوا لأنفسهم شعروا أنهم غير محترمين وأن هيبة القائد المهيب الديكتاتور الدموي بدأت تنكسر على إيدي مبدعين شباب

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/10 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/10 الساعة 04:49 بتوقيت غرينتش

أتذكر في إحدى المظاهرات التي كانت تنظمها القوى السياسية في الإسكندرية أيام حكم المجلس العسكري، أن مسئول الحزب الشيوعي المصري بالإسكندرية تحدث معي بعد أن شاهد قوة وتنظيم ألتراس الاتحاد السكندري المشارك في تلك الفاعلية، وأخبرني أن شخصا ما بجهاز الأمن الوطني (أمن الدولة) تحدث معه عن قوة ونظام مجموعات الألتراس، وأنهم خارج سيطرة الجهاز لم أبد اهتماما كبيرا بالأمر، ولكن مع تطور الأحداث ووقوع مذبحة بورسعيد ومتابعتي أكثر لقوة وتأثير تلك المجموعات، عرفت سر سؤال جهاز أمن الدولة عنهم لقد كانوا وما زلوا نقطة تحول كبيرة في مسار الثورة المصرية، ليسوا مجرد مشجعين مهووسين بكرة القدم بل أصبحوا رغما عن أنوفهم يحملون ثأرا مع النظام العسكري الحاكم القديم والجديد.

لقد كانت قوة الألتراس في كسر هيبة النظام الحاكم وإهانة الظابط والأمين والسيدة والدتهم كانوا متخصصين في ذلك بأغان واهازيج مبتكرة بأسلوب جديد جدا على المجتمع المصري.

في إحدى تدوينات فرد منهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان لن ننسى، أقسم إنهم سوف يأخذون بثأر من ماتوا! لا أعرف الطريقة لتحقيق ذلك تحت ظل نظام قمعي مسيطر على منظومة القضاء المصري، ولا يسمح بصدور أي حكم إيجابي يتعلق بأحداث الثورة المصرية، ويمنع أن ينتصر أي قاض لقيم الحق والعدل والحرية.

التحول الكبير جدا والخطير حدث في ذكرى (مذبحة بورسعيد) فقد تجمع آلاف من الألتراس وهتفوا بكل شجاعة على بعد خطوات من ميدان التحرير، ضد الداخلية وضد المشير طنطاوي وضد الحكم العسكري، الذي يخنق البلاد بطولها وعرضها لقد هتفوا في وقت لا نكاد نسمع فيه أحدا يتحدث! أو نرى فاعليات كبيرة بحجم فاعلية ألتراس أهلاوي لقد مرغوا أنف داخلية السيسي في التراب، بتحد واضح وصريح أعلنوها مدوية أن الثورة باقية في القلوب ولا أجد حرجا بأن أستلهم مقولة جيفارا "إن الثورة حمراء كالجمر" لقد هتف الألتراس في ذكرى المذبحة التي كانت بمثابة عقاب لهم على إهانتهم للداخلية وللمشير طنطاوي.

ألتراس أهلاوي يعرفون أن المسئول الأول عن مقتل إخوتهم هو المجلس العسكري وأن الحادث مدبر للنيل منهم لمواقفهم ضده وبشهاده الناجين من المذبحة أنفسهم دائما تراهم يتحدثون عن الفرحة والابتسامة التي كانت تعلو وجوه ضباط الداخلية بعد المذبحة وأثناء نقل الجثث ومعالجة المصابين ليس غريبا ابتهاج الداخلية فقد كسرهم ألتراس أهلاوي بأغانيه وأهازيجه التي كانت تكسر هيبة الظابط والأمين.

كان الضباط من أكبرهم لأصغرهم يشعرون بالإهانة والعجز عن مواجهة أغاني الألتراس وليس غريبا أن تجد أم أحد شهداء المذبحة تناشد المجموعة أثناء إحياء ذكرى المذبحة بأن تنصحهم والدموع تملأ عينها (ما تغنوش يا ولاد عشان ما تمتوش)! لم يستمعوا لها فقد ظلوا ينشدون أهازيج الحرية ويمعنون في تحدي الظابط والأمين ووالدتهم بكل جراءة في زمن أقل ما يقال عنه إنه زمن الخوف في جمهورية غاب عنها العدل والحق.

لم يكن شادي حسين مراسل برنامج أبلة فاهيتا يدرك أن فيديو معركه الكاندوم سيكون نقطة تحول أيضا في مواجهة الانقلاب العسكري فليس أقسى على ذلك النظام العسكري، من يقظة الشعب أو كسر هيبتهم أمام الساذجين من أتباع ومحبي عبد الفتاح السيسي! لم يغضب النظام الحاكم بسبب العسكري المسكين الذي شرب المقلب لم يشعر النظام بأي تعاطف مع المجند أو أن كرامته أهينت بل شعر النظام أن هيبته هو نفسه في خطر، لقد ثار النظام وغضب وصاح وماج لأنه يعرف حين يبدأ أي شعب بكسر هيبة أي نظام والسخرية منه فإن هذا النظام أصبح آيلا للسقوط.

لم يغضبوا لكرامه الظابط أو العسكري بل غضبوا لأنفسهم شعروا أنهم غير محترمين وأن هيبة القائد المهيب الديكتاتور الدموي بدأت تنكسر على إيدي مبدعين شباب لقد عاقب النظام قبل ذلك ألتراس أهلاوي وقتل منهم 72 شهيدا ولا أستغرب إن أصبحنا في يوم ما لنجد شادي حسين قتيلا جراء حادث مروري أو غيره فعقاب إهانة النظام هو الموت.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد