عقب الحرب العالمية الثانية ومع انتشار الكثير من المشاكل في المجتمع كالفقر والجوع وغيرها.. تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة العالمية لإحلال الأمن والسلام العالميين والتي تسعى إلى حل المشاكل الاجتماعية المترتبة على الأوضاع والصراعات والحروب.
إضافة إلى إنشاء مؤسسات أخرى متخصصة منها التي تهتم بشؤون الأطفال ما يسمى بـ"اليونيسف" و"اليونيفيم" والتي تهتم بتنمية شؤون المرأة، وأيضا "اليونسكو" للتربية والعلم والثقافة وأيضا هناك "منظمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" و"صندوق الأمم المتحدة للسكان" وكذلك "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" هذا بالإضافة إلى "منظمة الصحة العالمية".
وسعيًا منها لتحقيق أهدافها السامية لم تقف المنظمات عند ذلك الحد من إنشاء مؤسسات سعيا لتحقيق الأمن والسلام فقط.. بل قاموا بالاستعانة بمشاهير العالم في مختلف المجالات الفنية والرياضية وغيرها لمساعدتهم في تحقيق تلك الأهداف حيث يمنح لقب سفير النوايا الحسنة لأحد هؤلاء المشاهير، وهو لقب ديبلوماسي تكليفي يسعى من خلاله النجم إلى الاستعانة بشهرته الواسعة وتأثيره على نخبة من المجتمع، وذلك من أجل الحد من قضايا عدة تشمل الاجتماعية والإنسانية والصحية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها.. والهدف منها نشر الوعي ودعم القضايا التي يتبنونها.
هذه المناصب تقلدها العديد من المشاهير العرب نذكر منهم:
نانسي عجرم.. سفيرة النوايا الحسنة من قبل صندوق الأمم المتحدة للطفولة والتي اكتفت بإصدار شريط غنائي للأطفال وزيارات ترفيهية لمراكز الإيواء.
راغب علامة.. تم تعيينه كسفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وظل ناشطًا من خلال قضايا البيئة ببلده لبنان.
حسين الجسمي.. تميز وانفرد بحصوله على لقب سفير فوق العادة للنوايا الحسنة اكتفى بزيارة لبعض المستشفيات والجمعيات الخيرية.
كاظم الساهر.. والذي تم تعينه سفيرا للـ "يونيسف" قام بزيارة للعراق وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، وقام مؤخرا بزيارة تفقدية لمخيمات النازحين في لبنان.
ماجدة الرومي.. تم تعيينها من قبل إحدى العلامات التجارية سفيرتها للشؤون الإنسانية، لكن قامت بتجميد نشاطاتها مؤقتا لاختلاف وجهات النظر.
والقائمة تطول لأسماء أخرى لسفراء تم تعيينهم، والبعض منهم فضل التخلي عن المنصب، واحتجاجا على المواقف الدولية وتصرفات الأمم المتحدة، ووقوفها موقف المتفرج من الحروب التي تعرضت لها الدول العربية نذكر منهم صفية العمري، حسين فهمي، جمال سليمان.
إن تكليف بعض النجوم بمهمة سفير نوايا حسنة في الوطن العربي لا يتعدى إطار البريستيج، وأصحاب هذه المناصب أستطيع القول إنهم سعوا إليها من أجل الدعاية الإعلامية ليس إلا، فأعمال الإحسان لا حاجة لها بالإعلان والتشهير كالدعايات والحملات الإعلانية أو المناقشة في المؤتمرات الصحافية فقط.. بل هي أفعال واهتمامات جدية وفعالة فهنا لا تنفع "إنما الأعمال بالنيات" بما أن اللقب إنساني ويعتمد على تكريس الفنان لشهرته من أجل القضايا الإنسانية والمساهمة في تخفيف معاناة الشعوب..
ما زلنا لا نرى أي تفاعل جدي يحتذى به لدى السفراء العرب فلم نسمع من قبل عن فنان سعى لإقامة بإنشاء وحدة سكنية مثلا لإيواء المشردين؟ أو بناء مؤسسة تعليمية لمحاربة الأميّة في القرى النائية؟ أو مركز إيواء لذوي الاحتياجات الخاصة؟ أو إنشاء مراكز للمنكوبين؟ ترى ماذا قدم هؤلاء السفراء للجوع؟ للبطالة؟ للتشرد؟ للأميّة؟ للجهل؟ للتوعية من المخاطر؟ للحد من العنف؟ للأطفال المُشَغَّلون ما دون سن العمل؟ للاجئين؟
بينما نلاحظ الفرق تماما لدى فناني الغرب والذين لديهم اهتمامات فعالة بالنشاطات الاجتماعية التي تخدم لقبهم كسفير، فنجد "شاكيرا" وهي سفيرة للنوايا الحسنة والتي ساهمت في إنشاء أكثر من عشرين مشروعًا تعليميًّا في العالم بتأسيس ست مدارس منها في كولمبيا خلال سبع سنوات، وكذلك نجد "مادونا" و"أوبرا وينفري"، "جورج كلوني" و"ميسي" وغيرهم.. تبنوا على مدار السنوات قضايا إنسانية بجنوب إفريقيا، ويتبرعون سنويًّا بالملايين الدولارات لصالح هذه القضايا.. وتبقى "أنجلينا جولي" على رأس القائمة والتي تكرس حيزا كبيرا من وقتها لخدمة هذه القضايا والتي اهتمت مؤخرا بالقضايا العربية منها قضية اللاجئين وهي سفير ومبعوث للسلام نفس اللقب الذي منح للنجم "عادل إمام" بحيث لم يُشهد لهذا الأخير أي تفاعل ولا لأي من السفراء العرب.
أنا لا أرى سوى ألقاب خرساء لا تعدو إلا أن تكون مجرد "بريستيج" واكتفاء بلقب "سعادة سفير(ة) النوايا الحسنة!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.